بعد تصاعد المطالب البرلمانية والشعبية في السودان، بدأ تقييم مشاركة الجيش السوداني في الحرب على اليمن، وسط أنباء عن نية الخرطوم الانسحاب من تحالف العدوان بعد خذلان الرياض على أكثر من صعيد.
عاطف محمد
صرح وزير الدولة في وزارة الدفاع السودانية علي محمد سالم أن بلاده تعكف هذه الأيام على دراسة لتقييم مشاركة القوات السودانية في تحالف العدوان السعودي على اليمن، وذلك في ظل تصاعد المطالب بإعادة تلك القوات إلى البلاد.
وذكر المسؤول السوداني، للصحافيين في البرلمان، في العاصمة الخرطوم، إن “هذا التقييم يهدف إلى الخروج بسلبيات وإيجابيات هذه المشاركة، ليتم بعدها التقرير بشأنها قريباً”.
وأضاف “الدراسة المعنية يجري إعدادها عبر وزارة الدفاع وهيئة الأركان حول المشاركة في اليمن، وهي تشمل جوانب عدة، وسنقرر في النهاية ما يقدم مصلحة البلد وأمنها واستقرارها وعزها وكرامتها، وفي نفس الوقت وفاءً لالتزاماتنا الدولية والإقليمية”.
وتأتي هذه التصريحات مع تصاعد المطالبات داخل السودان بسحب قواته المشاركة العدوان على اليمن منذ أكثر من ثلاث سنوات. وكانت صحيفة “أخبار اليوم” قد نقلت عن مصادر وصفتها بالمطلعة بروز اتجاه قوي لدى قيادة الدولة لسحب القوات المسلحة من تحالف الرياض.
وأوجزت تلك المصادر الأسباب التي قد تدفع في اتجاه الانسحاب في تطاول أمد الحرب وكلفتها الإنسانية الباهظة وخسائرها الفادحة في الصعد كافة.
ومن تلك الأسباب أيضاً ما وصفتها تلك المصادر بـ”خذلان دول التحالف”، في مقدمتها السعودية، للسودان في أزمته الاقتصادية، وعدم دفع رواتب للقوات السودانية، فضلاً عن خذلان دول التحالف للمقاومة اليمنية وإضعافها.
وكانت كتلة “قوى التغيير” في البرلمان السوداني قد طالبت الرئيس عمر البشير بسحب قواته من اليمن، مشيرة إلى أن عدد القتلى والجرحى من الجيش السوداني في اليمن “صار بالمئات”، وأنهم “قتلوا في حرب لا ناقة للسودان فيها ولا جمل”.