طفلة يمنية مصابة بالكوليرا ترقد في إحدى مستشفيات صنعاء (صورة من الأرشيف)

موسم الأمطار في اليمن يزيد كارثة الكوليرا بعد العدوان السعودي

يأبى شبح وباء الكوليرا في موسم الأمطار ليعقد أزمة ملايين المدنيين المغلوبين على أمرهم، والذين يفتقدون أبسط مقومات الحياة الإنسانية، وباتوا فريسة سهلة للموت حرباً ومرضاً وحرماناً.

تقرير: محمد البدري

أطلق جمع من الأطباء والمؤسسات الصحية الغربية صيحة الإنذار من تفشي وباء الكوليرا، مجدداً، يوم الجمعة 4 مايو / أيار 2018، بعدما سبق أن أصاب الوباء أكثر من مليون شخص، مسجلاً رقماً قياسياً كارثياً في المأساة اليمنية النازفة.

وحذّر هؤلاء من أن اليمن الذي تمزقه الحرب مهدّد بعودة تفشي وباء الكوليرا، الذي يمكن أن يصيب ملايين الأشخاص مع اقتراب موسم الأمطار. ودعا فريق دولي من الباحثين، عبر مجلة “ذي لانسيت غلوبال هيلث” الطبية، السلطات الصحية إلى تعزيز التدابير “على الفور” من أجل تخفيف المخاطر.

واستناداً إلى بيانات حالات تفشي سابقة للوباء، يعتقد الفريق أن 54 في المئة من المناطق في اليمن يمكن أن تتأثر بتفشي الوباء في عام 2018، مما قد يعرض “أكثر من 13.8 مليون” شخص للخطر.

ويشعر الأطباء بالقلق من أن موسم الأمطار الحالي، الذي بدأ في منتصف أبريل/نيسان 2018، ويستمر عادة حتى نهاية أغسطس/آب 2018، سيؤدي إلى تفشي الوباء مجدداً.

ويربط باحثون من منظمة “أطباء بلا حدود” و”كلية لندن للصحة العامة” ومنظمة “الصحة العالمية” بين مستويات هطول الأمطار خلال موسم الأمطار في عام 2017، وبين عدد حالات الإصابة بالكوليرا.
وزاد من تعقيد الموقف، في عام 2017، الحصار الذي فرضه التحالف على المطارات والموانئ اليمينة وأدى إلى تعليق حملة التطعيم بسبب الاضطرابات في البلاد.

وقال متحدث باسم منظمة “الصحة العالمية” إنه “كانت هناك مناقشات بشأن تنفيذ حملة خلال الأشهر الستة الماضية ولكن بسبب الوضع السياسي المعقد لم يتم وضع أي خطط بعد”.

ووجه الفريق الدولي من الباحثين “دعوة عاجلة إلى المسؤولين المحليين والمانحين والشركاء الدوليين للعمل على التخفيف من خطر حدوث موجة جديدة من وباء الكوليرا في اليمن”.