تصطدم المشاريع الأميركية في المنطقة بعدم أهلية الشركاء والتابعين لتنفيذها أولاً، المستند على القوة التي اكتسبها محور المقاومة ثانياً. يغلب على “القوات العربية البديلة للوجود الأميركي في سوريا”، كما تريدها واشنطن، العجز في تحقيق أي تغيير لمصلحة الأخيرة، في ظل المتغيرات الإقليمية وتضعضع الحلف الأميركي.
تقرير: محمد البدري
تحت شعار حماية المصالح الأميركية في المنطقة، تسارع بعض الدول العربية وعلى رأسها السعودية إلى طرح نفسها بديلاً عن الوجود الأميركي في الشمال السوري.
يرى مراقبون للأزمة السورية أن وجود قوة عربية بديلة، في سوريا سيكون شرارة لإثارة حرب عربية إيرانية، فضلا عن توظيف تلك القوات لحماية أمن إسرائيل، في حين تضم قائمة الدول المرشحة للإسهام بتشكيل “القوة العربية البديلة”، كلا من السعودية، والكويت، وسلطنة عمان، وقطر، والإمارات العربية المتحدة، والبحرين، والأردن، ومصر.
وتحت عنوان “السيناريو الأقرب: حرب ضد الوجود الإيراني في سورية… بتأييد الغرب”، رصدت صحيفة “عكاظ” السعودية تزايد الدلائل على أن منطقة الشرق الأوسط ستشهد قريباً حرباً ضد إيران.
لم تتوانَ الصحيفة المقربة من الديوان الملكي السعودي، عن الإيحاء بأن السعودية ستكون إلى جانب إسرائيل في هذه الحرب بقولها إن الحرب ستكون بدايتها ضد الوجود الإيراني في سوريا، ثم قد تنتقل لتصبح حرباً مباشرة بين إيران والكيان الإسرائيلي.
في المقلب الآخر، كان الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله، في كلمة ألقاها خلال مهرجان انتخابي في لبنان مؤخراً، واضحاً وحاسماً بتأكيده أن “الحرب في سورية مع الوُكَلاء شارَفت على نهايِتها، والحَرب الثَّانِية مع الأُصلاء قد تَبدأ قَريبًا”، وهو كلامُ لا يحمل التفسير او التأويل، بل يندرج ضمن الإستعدادت لمواجهة التحديات المترتية على هزيمة المشاريع الأميركية، والتي يوليها محور المقاومة الأهمية القصوى حاليًا.
صراع النفوذ الدائر في المنطقة بين تركيا من جهة والسعودية والإمارات ومصر من جهةٍ أخرى، والرغبة المصرية الإماراتية السعودية في تحجيم النفوذ التركي شمال سوريا، يناقض الرغبة الأميركية في تشكيل تحالفٍ يجمع الدول المتخاصمة، هذا بعيدًا عن كون القدرات العسكرية ومصالح الدول تتفاوت فيما بينها، فالسعودية والإمارات غارقتان في الوحل اليمني، في حين لا تبدي مصر أي رغبة في مواجهة الحكومة السورية، ليظهر أن المشكلة ليست فقط في جمع المخاصمة، بل أيضًا في جمع الدول الحليفة على رأيٍ واحد.
بين هذا وذاك، تفرض موازين القوى التي انتجتها الحرب في سوريا نفسها. قواعد اللعبة والاشتباك تغيرت، وليس من يبدأ الحرب سيحدد متى وكيف تنتهي.