برزت تحذيرات أوروبية من خروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الموقع مع إيران، فقد حذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من نشوب حرب في حال انسحاب الرئيس الأميركي من الاتفاق.
تقرير: عاطف محمد
حذّر ساسة أوروبيون كبار، يتقدّمهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، من اندلاع حرب إذا قوّض الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الاتفاق النووي مع إيران.
وقال ماكرون، في تصريحات مقتضبة نشرتها مجلة “دير شبيغل” الألمانية: “من المحتمل أن يقوّض ترامب الاتفاق من دون الوصول إلى اتفاق بديل”، مضيفاً “هذا السيناريو الأسوأ”. وعن تبعات الانسحاب من الاتفاق، يرى ماكرون أنه “من المحتمل أن يكون هناك حرب”، لكنه أردف قائلاً: “لا أعتقد أن الرئيس الأمريكي يريد الحرب”.
من جهته، حذّر وزير الخارجية الألمانية السابق، سيغمار غابرييل، في تصريحات للمجلة ذاتها، من أن إلغاء الاتفاق النووي “يهدّد بحرب جديدة في الشرق الأوسط”. وقال غابرييل: “إذا لم نتعامل بحذر فإن هناك تهديداً باندلاع حرب طويلة في الشرق الأوسط”، منبّهاً إلى “تطوّرات لا يمكن السيطرة عليها حال تقويض الاتفاق مع إيران”.
بدوره، قال وزير خارجية لوكسمبورغ، غان إسيلبورن: “يجب أن يحافظ السيد ترامب على الاتفاق النووي، فأوروبا هي التي تقع في مدى الصواريخ الباليسية الإيرانية”، في حين قالت الأمينة العامة لجهاز العمل الخارجي الأوروبي، هليغا شميت، التي شاركت بشكل رئيسي في مفاوضات التوصّل للاتفاق النووي مع إيران: “إن طهران تحافظ على الاتفاق”، مضيفةً “الاتفاق لا يقوم على الثقة، بل على الحقائق والمراقبة والرصد المستمرّين للبرنامج الإيراني من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية”.
ومع اقتراب نهاية المهلة التي حدّدها ترامب، يوم 12 مايو / أيار 2018، تتآكل فرص تدارك الموقف، في ظل إصرار الرئيس الأميركي على موقفه من الاتفاق، وإعلان طهران رفضها التفاوض على اتفاق جديد “ما يضع الاتفاق النووي على المحكّ”، حسب تعبير “دير شبيغل”.
ولم تستبعد مصادر مطلعة علىالمناقشات الداخلية للإدارة الأميركية بشأن الاتفاق النووي احتمال أن يختار ترامب بقاء الولايات المتحدة ضمن الاتفاق الدولي، الذي وافقت إيران بموجبه على الحد من برنامجها النووي مقابل رفع العقوبات، وذلك من أجل “الحفاظ على التحالف” مع فرنسا وحفظ ماء وجه ماكرون الذي التقى بترامب خلال الأسبوع الماضي، وحثه على عدم الانسحاب من الاتفاق.