نبأ – يبدو أن التعثر هو العنوان الأبرز اليوم لـ”رؤية 2030″ لولي العهد السعودي محمد بن سلمان. فحتى اللحظة، لا تزال اصلاحات ابن سلمان تلقى العديد من العثرات، أبرزها الغضب الشعبي المتصاعد من التغييرات الاجتماعية المتلاحقة التي أسفرت عنها رؤيته “الإصلاحية”.
قبل أيام، أعلنت الحكومة السعودية عن اطلاق مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية “برنامج جودة الحياة 2020″، معلنة عن أنه أحد برامج “رؤية 2030”. جاء البرنامج مفصلاً في وثيقة من 236 صفحة، متضمناً مقترحات بضرورة تعديل عدد من القوانين.
الا أنه وبشكل مفاجئ، أعلنت المملكة سحبهاً لهذا المطلب، معلنة تراجعها عن طرح المبادرة التي تدعو إلى إنهاء إغلاق المتاجر وقت الصلاة، بالإضافة إلى السماح للاختلاط بين الجنسين في الأماكن العامة.
وكشفت وكالة “رويترز” عن أن صحيفة “عكاظ” حذفت مقالاً ذكر أن “برنامج جودة الحياة 2020” لتحسين الحياة أشار إلى أن هاتين العادتين تتطلبان “تغييراً فورياً” من أجل زيادة مشاركة الناس في أنشطتها وتعزيز ثقة المستثمرين.
ونقلت “رويترز” عن الرئيس التنفيذي للبرنامج لؤي بافقيه قوله: “نحن ننظر لجميع الأشياء التي تخص المواطن والمقيم، بما فيها الأشياء التي تخص تحسين نمط الحياة، مثل دخول العائلات إلى الملاعب الرياضية وقيادة المرأة للسيارة”.
وكانت وكالة “بلومبرغ” قد حذرت من أن الوثيقة تضمنت توصيتين على الأقل ستثيران حفيظة المجتمع السعودية المحافظ، ذاكرة أنهما جاءتا في الصفحة 156 من الوثيقة، ولم يتم ذكرهما خلال مؤتمر صحفي للإعلان عن البرنامج، يوم الخميس 3 مايو / أيار 2018، وكاشفة عن أنه تمت إزالتهما من الإصدارات المنشورة عبر الإنترنت لاحقاً.
ويأتي الاعلان عن هذا البرنامج ضمن حزمة من خطوات الترفيه المتلاحقة خصصت لها الحكومة، بإجمال إنفاق 130 مليار ريال من أصل 240 مليار ريال خصصتها الحكومة لهذا القطاع، تزامناً مع أزمة اقتصادية خانقة تعيشها المملكة.
ومنذ إعلان ابن سلمان عن رؤيته، طرأت على المجتمع السعودي تغييرات كبيرة أفقدته الكثير من سماته المحافظة فضلاً عن عاداته وتقاليده، ما أثار غضب السعوديين الذين أبدوا عن رضاهم بهذه التغييرات المستمرة والمتسارعة، وهو ما بينه استطلاع للرأي أظهر بأن 53 في المئة يرون أن “الهيئة العامة للترفيه” لم تراعِ تقاليد المجتمع.