يفتح المسلمون أكفّهم بالدّعاء في الأماكن المقدّسة في مكة المكرّمة، ويطلبون المغفرة وانزياح الهموم والأزمات عن المسلمين.
في هذا الموسم الإسلاميّ الكبير، يتوافد المسلمون من كلّ فجّ عميق لأجل أن يتلاقوا على الخيرِ وروح الوحدةِ والمحبّة. إلا أنّ سلطات المملكة لا تكفّ عن إثارة الغبارِ، وإرهاق النّفوس بسبب سياساتها الداخليّة والخارجيّة.
أهالي الشّهيد باسم القديحي يودّعون ابنهم على المغتسل، وعلى شفاههم لوعة الفراقِ، لا يجدون غير التصبّر والشّكوى إلى الله في هذه الأيام الحرام التي سُفك فيها دمٌ طاهرٌ لم يكن من ذنبه غير المطالبةِ بالحقّ والجهر بها أمام سلاطين الجور والفساد.
المسلمون في كلّ مكان لا زالوا يعانون من ترسّبات الفكر المتشدّد الذي لا تزال المملكة تصرّ على رعايته وتوفير الحواضن له، وتمنع الانتقادات عنه، لأنها تعرفُ أنّ انتقاده سيعني الإمساك بالعصا التي يتكئ عليها النّظام وينال منها شرعيته. وهي عصا تمدّه بالغطاء الشرعي، وتمنحه الشرعية المفتوحة لكي يُمارس عصيانه المفتوح على الحقوق الطبيعية للمواطنين.
إنها إذن، أيّام الله العظيمة في موسم التضرّع والخشوع، أيّامٌ ستعلو فيها الأصوات الخاشعة والصادقة من أجل تخليص المسلمين من الشّرور والضغائن.. شرور الأنفس والأنظمة والدّول الكبرى التي لا يهمّها من المنطقة غير ناقلات النفط العملاقة وخطوط الغاز.