لا تزال اصلاحات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، محل أنظار العالم الغربي واهتمام اعلامه الذي يتابع عن كثب تأثير هذه التغييرات المتسارعة على المجتمع السعودي واقتصاد البلاد المنهار.
تقرير: مودة اسكندر
صعود ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الى السلطة لم يكن صدفة. وكذلك ليست رؤيته الاصلاحية المزعومة، التي يحاول من خلالها تمهيد طريق عرش الملك امامه، من خلال التحكم بمفاصل البلاد بأكملها.
الباحث البلجيكي جان-فيليب بلاتو، وفي حوار مع صحيفة “لوسوار” البلجيكية، اكد أن الرغبة في “الاستيلاء” على العقول، من خلال إخفاء الأيديولوجيا الوهابية، شيءٌ ثابتٌ في السياسة الخارجية السعودية، وانه “في عالَم يُستَخدَم فيه الدين من قبل سلطة سياسية، لا يوجد أي معنى لتأويل أشكال الجمود والخلل بتعابير دينية”.
معادلة، وجدت ترجمتها في العلاقة القائمة بين السلطة وكرة القدم بالمملكة. صحيفة “لوفيف” البلجيكية نشرت تقريرا، تحدثت فيه عن الترابط الكبير بين الطرفين، اذ استغل النظام السعودي تأهل منتخبه لكأس العالم، بعد غياب لمدة 12 سنة، من أجل الترويج للإصلاحات الجديدة داخل المملكة.
وتطرقت الصحيفة إلى التأثير الكبير لكرة القدم في المملكة، حيث تعتبر بمنزلة “الدين الثاني”، وهو ما يحاول بن سلمان ترسيخه بكونه يؤدي دور المفتي الأعظم للمنخرطين تحت لواء هذا الدين من أجل إرساء سلطته المطلقة وتنفيذ رؤية 2030.
وبحسب مجلة “سووفوت” الفرنسية، يتبع ولي العهد منهجا يهدف لتحقيق المزيد من الانفتاح وذلك لتجنب أي اضطرابات. كما يسعى إلى اللحاق بركب القطريين في الرياضة، الذين سبقوا السعودية بأشواط، من خلال سيطرة العائلة الحاكمة على جل الفرق الرئيسة في البلاد. مؤكدة في الوقت نفسه ان الوضع في البلاد بات ينبئ بإمكانية الانفجار.
وبخصوص الانفتاح الأخير في السعودية، أجاب الباحث البلجيكي بلاتو بأن “النخبة السعودية ليست متدينة بشكل عميق، ولكنها بحاجة إلى تحالف مع السلطات الدينية. والثمن الذي يجب دفعه هو الدفاع عن القيم التقليدية الموغلة في القبلية أكثر مما هو دفاع عن قيم دينية، مثل التقييد على حركة النساء”.