شيع الفلسطينيون شهدائهم بعد مجزرة الاحتلال يوم الإثنين 14 مايو / أيار 2018 على حدود قطاع غزة، فيما عم الإضراب العام القطاع والضفة الغربية وداخل الخط الأخضر.
عاطف محمد
لم تتوقف جنازات الشهداء في شوارع قطاع غزة، بعد يوم دام استشهد فيه 60 فلسطينياً وأصيب 2771 آخرون بجراح مختلفة، ولا تزال الأعداد مرشحة للزيادة في ظل المعطيات عن عشرات المصابين بجراح خطرة في المستشفيات.
ويتواصل تشييع الشهداء، منذ يوم الإثنين 14 مايو / أيار 2018، وسط حالة من الحزن والحداد التي ضربت القطاع المُحاصر، إذ بدت الشوارع خاوية، سوى من بعض السيارات والمارة، وامتزج الحزن بحالة من الغضب والحداد والإضراب التجاري والمؤسساتي.
وكانت لجنة المتابعة العليا للجماهير الفلسطينيّة في الداخل قد عقدت اجتماعاً طارئاً دعت من بعده إلى إضرابٍ عامٍ، يوم الأربعاء 16 مايو / أيار 2018، في جميع المدن والبلدات في الداخل، ردّاً على المجزرة الإرهابيّة التي ارتكبتها حكومة الاحتلال عن سابق تخطيط، وبدعمٍ إجراميٍّ مباشرٍ من البيت الأبيض بزعامة ترامب.
وسرعان ما أغلقت أبواب المؤسسات التجارية والمحال والشركات، إلى جانب إغلاق الجامعات والمدارس والمؤسسات التعليمية، علاوة على الإغلاق الذي طاول البنوك والمصارف.
ولا تزال مستشفيات قطاع غزة تكتظ بمئات الجرحى، على الرغم من تعامل النقاط الطبية الميدانية مع عدد كبير من الإصابات المتوسطة والطفيفة، وإصابات بحالات اختناق، بينما ضجت الخيام التي أقيمت في باحات بعض مستشفيات القطاع بعشرات الإصابات المتنوعة، وسط مناشدات لوزارة الصحة بضرورة توفير الأدوية والمعدات والمستلزمات الطبية، نتيجة نفاد كميات كبيرة وأساسية منها بسبب الأعداد الهائلة للضحايا
وشاركت كل محافظات القطاع بتشييع جثامين شهدائها الذين ارتقوا خلال هَبّة العبور التي تزامنت مع ذكرى النكبة السبعين لتهجير الفلسطينيين من مدنهم وقراهم عام 1948، على أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلي، والتي جاءت كذلك متممة لمسيرات العودة الكبرى التي انطلقت في الثلاثين من شهر مارس/ آذار 2018 وخلفت حتى الآن نحو 110 شهداء وسط صمت عربي ودولي.