منذ بداية العدوان على اليمن، ضمت الإمارات جزيرة سقطرى بالكامل وأقامت عليها قاعدة عسكرية وأجرت تعداداً خاصاً بها. ومع بدء السعودية في تأكيد وجودها على الجزيرة، بدأت طموحات الإمارات الهادئة في هذا الجزء من العالم تواجه تحديات مباشرة.
هبة عبد الله
شككت صحيفة “إندبندنت” في إعلان تحالف العدوان على اليمن الذي تقوده السعودية عن انتهاء الاقتتال الداخلي على جزيرة سقطرى. إذ تقول الصحيفة البريطانية أن واقع الأمر يشير إلى أن التحالف بدأ يتصدع في جميع أنحاء اليمن، وأنه خلال الأسبوعين الماضيين تحوّل إلى مواجهة حول الجزيرة الاستراتيجية الجيوسياسية.
وعلى الرغم من إعلان أحمد بن دغر، رئيس حكومة الرئيس الفار عبد ربه منصور هادي، انتهاء أزمة الجزيرة ورفع العلم اليمني فوق موانئها مجدداً، قالت الصحيفة إن الصورة على الأرض بدت مختلفة تماما، وفقاً لحوارات أجرتها مع بعض السكان وقيادات محلية ونشطاء في الجزيرة.
وذكرت الصحيفة أن العديد من المصادر في الجزيرة تعتقد أن ابن دغر، الذي سافر إلى الجزيرة قبل أسبوعين في زيارة نادرة لإعادة تأكيد سيادة اليمن عليها، وجد نفسه محاصراً هناك وعرضة لنزوات الإمارات التي أتت بدباباتها في استعراض للقوة العسكرية، الأمر الذي أثار ذعر الوفد اليمني فاستغاث بالسعودية لإرسال لجنة وساطة، لكن المحادثات لم تسر على ما يرام بعد مطالبة اليمن الإمارات رسمياً بتقليل وجودها العسكري.
وفي يوم 13 مايو/أيار 2018، هبطت طائرة سعودية تحمل قوات مسلحة في مطار الجزيرة، وأشارت الصحيفة إلى صور حصلت عليها تظهر قيام الإمارات بتحميل طائرة حربية بدبابات ومركبات مدرعة لمغادرة سقطرى، ولكن لم يتضح للصحيفة ما إذا كانت القوات السعودية لا تزال على الجزيرة، وطلبت “إندبندنت” معلومات من الرياض وعدن وأبو ظبي لكنها لم تتلق إجابة. وأضافت أن ليس الجميع مقتنع بأن هذه هي نهاية الأمر.
وألمحت الصحيفة إلى أن الاستياء من الدور السعودي والإماراتي في حرب اليمن المعقدة المستمرة منذ ثلاث سنوات على الجزيرة والبر الرئيسي لليمن لا يزال يختمر، برغم حقيقة أن السلطات قد وضعت خطاً فاصلاً بحادثة سقطرى. وأشارت إلى أن هذه الاضطرابات تغذيها حقيقة أنه لم يتم الافصاح عن أي تفاصيل حول الصفقة المفترضة.