أُنجز اتفاق المنطقة الجنوبية في سوريا، وكانت إسرائيل الخاسر الأكبر فيه، بعد تضمنه استلام الجيش السوري لكامل الحدود مع الأراضي المحتلة، ما يعني تعزيز دور محور المقاومة جنوباً برغم كل المحاولات الإسرائيلية لتظهير اتفاق الجنوب على أنه نصر لها.
تقرير: عاطف محمد
على خطى تحرير الغوطة الشرقية من الجماعات المسلحة، فإن سيناريو معركة ريف العاصمة السورية قد ينسحب على المنطقة الحدودية التي يحتلها المسلحون بالقرب من الحدود مع الأردن وفلسطين المحتلة.
لا مجال للمناورة أمام المسلحين هناك، حيث يبدو واضحاً أن الاتفاق المتبلور بين الروس والأميركيين أولاً، واللاعبين الإقليميين لاحقاً، يخيير تلك الجماعات المسلحة ما بين الرحيل باتفاق، أو الترحيل بعد استخدام القوة العسكرية.
وإن كان الاحتلال يحاول الإيحاء بأن مساعيه السياسية أثمرت نتائج إيجابية من ناحيته، وأوصلت إلى معادلة “إبعاد” الإيرانيين عن الحدود في الجولان السوري المحتل، إلا أن الوقائع على الأرض تؤكد أن الاتفاق جاء بعد تسليم كل اللاعبين، ومن بينهم أميركا وإسرائيل والأردن، بأن إسقاط الدولة السورية بات خارج القدرة الفعلية، وأن المعاندة لم تعد تجدي نفعاً.
ويرى مراقبون للوضع عند الحدود السورية مع الأراضي المحتلة أن رضوخ أعداء سوريا يعدّ نتيجة حرب دامت 7 سنوات، انتصرت في أعقابها سوريا وحلفاؤها، وسببه ليس الانتصار على الأدوات على الأرض، أي المسلحين الوكلاء، فقط بل أيضاً على الأعداء الأصيلين لتعذّر القدرة لديهم على تغيير النتائج المحققة.
من ناحية المسلحين، يتخلى الاحتلال والأردن ومن ورائهما الولايات المتحدة عن الجماعات المسلحة بعد 7 سنوات كانت الإمرة والتبعية والتخادم بين الجانبين هي سمات العلاقة مع هذه الجماعات، وبما يشمل أيضاً الجماعات المنضوية والمبايعة لتنظيم “داعش”.
وبرزت في اليومين الماضيين زيارتان لكبار المسؤولين الإسرائيليين لروسيا والولايات المتحدة، واستدعى وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، وزير الحرب أفيغدور ليبرمان إلى موسكو، فيما توجه إلى واشنطن مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، مئير بن شبات، للقاء نظيره جون بولتون.
ويرى المراقبون الواضح أن الزيارتين ترتبطان بالتطور الجديد في الجنوب السوري. فمن ناحية موسكو، يعد استدعاء ليبرمان لتبليغه بالتفاصيل و”الضمانة” الروسية حوله، فيما تعد الزيارة لواشنطن مهمة أوسع لمواجهة مشتركة بين الاحتلال والإدارة الاميركية ضد إيران، فسيطرة الجيش السوري على الحدود تعني ضمناً الحفاظ على الوجود الإيراني الشرعي في البلاد ومواصلة المستشارين الإيرانيين عملهم هناك.