نجحت قطر في كسر العزلة التي أرادت السعودية متزعمة دول المقاطعة فرضها على الدوحة. يدلل على ذلك استعادة الأخيرة لعلاقاتها مع أغلب الدول التي تبعت السعودية في قرار قطع العلاقات مع قطر بفعل الضغوط الممارسة عليها.
تقرير: هبة العبدالله
انقضى العام الأول للأزمة الخليجية من دون أن يحقق الرباعي الدولي، السعودية والإمارات والبحرين ومصر، أيا من أهدافه المرجوة من قرار مقاطعة قطر وحصارها برغم مساعيها المبكرة والممتدة طوال عام لاستدراج أطراف دولية وإقليمية لاتخاذ موقف معاد اتجاه قطر، بما يعطي مقاطعة الدوحة طابعا إقليمياً ودولياً يتجاوز الدول الأربعة.
كان هدف دول الحصار من تعميق الأزمة مع قطر دفع الاخيرة إلى الرضوخ في النهاية بدلاً من مقارعة خصومها، وكان باعتقادهم أن الدوحة سترضخ سريعاً بعدم تجد الخناق عليها مشدداً بقبضة مؤلمة، إلا أن شيئاً من هذا كله لم يتحقق، خصوصاً أن قطر حافظت منذ بداية الأزمة على موقفها الصارم من الخلاف الخليجي والرافض للتنازل.
وبرغم أن قرار المقاطعة اتخذ سريعاً بعد اختراق وكالة الأنباء القطرية “قنا” إلا أن السعودية والإمارات عملتا بجهد متنام لإشراك أكبر عدد من الدول في قرار المقاطعة. فسريعاً انضمت إليهما البحرين ومصر وتبعتهما في مقاطعة قطر بعض الدول الإفريقية التي تخشى توتراً سياسياً أو اقتصادياً أو مالياً في علاقتها مع السعودية والإمارات مثل موريتانيا، والسنغال، وتشاد، وجيبوتي بالإضافة إلى جزر القمر والمالديف.
وعلى الضفة الأخرى من المواقف التابعة للسعودية، رفضت دول أخرى الانصياع للضغوط السعودية لاتخاذ جانبها في الأزمة الخليجية وقطع العلاقات مع قطر مثل السودان والصومال والمغرب، وهي دول لم تسلم لاحقاً من الانتقام السعودي.
لكن سعي السعودية إلى توسيع محورها المعادي لقطر انكشف سريعاً على حقيقته خاصة في ما يخص تحشيد الدول الإفريقية ضد قطر لإضافة ثقل كبير لموقف الرياض.
بُعيد أسابيع قليلة من تتالي المواقف المقاطعة لقطر، ظهرت تقارير صحافية عدة تتحدث عن وسائل الضغط التي استخدمتها السعودية من أجل التأثير على الدول الأفريقية وإجبارها على مجاراتها في قرارها قطع العلاقات مع قطر.
لكن قطر التي تداركت الكثير من أضرار الأزمة قبل وقوعها سعت جاهدة أيضاً لاستعادة علاقاتها التي أفسدتها السعودية. وبالفعل، نجحت في استعادة علاقتها مع كل من السنغال وتشاد وبشكل أبطأ مع وجيبوتي وموريتانيا لتفكك المعسكر الأفريقي الذي حاولت السعودية تحشيده إلى جانبها في حربها ضد قطر، ما يعني أن دول المقاطعة ستدخل العام الثاني من الأزمة من دون حلفاء إقليميين ودوليين.