على الرغم من حملة القمع والترهيب التي شنّها ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، على معارضيه، ومنهم التيار المحافظ الذي يتمتّع بنفوذ كبير، فإن التيار بدأ مؤخّراً ينتقد هذه التغييرات، ما يؤشر الى تصادم بين جناحي الحكم في السعودية، يرافقه قمع ابن سلمان للتيار المعتدل والحقوقيين.
تقرير: محمد البدري
وضع طموح ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في صراع مع شبكة سلفية قوية، تشكّل أكبر قوة سياسية متماسكة خارج نطاق الأسرة الحاكمة السعودية.
تشير صحيفة “واشطن بوست” إلى أن ابن سلمان استخدم كل أساليب الترويع ضد معارضيه، ومنها سجن رجال الدين السلفيين المشهورين باستقلالهم، ومن ضمن ذلك رجال الدين الذين عارضوا منح حقوق أكبر للنساء وتبنّوا وجهات نظر متشدّدة أخرى.
وتنقل الصحيفة عن أحد السلفيين السعوديين، ويبلغ من العمر 50 عاماً، قوله، خلال جلسة لمجموعة من السفليين في الرياض، إنهم لا يعرفون ماذا يحدث، لافتًا الانتباه إلى أن التيار الذي ينتمي إليه يشعر بالقلق، بعد أن أصبح أفراده محتجزين بسبب آرائهم المتشددة، ومؤكداً أن تعاليم الدين لن يأخذوها من الحكومة.
تثير السياسة القمعية لإبن سلمان تساؤلات عديدة حول النوايا الحقيقية للأخير، إذ يرى خبراء في الشأن السعودي أن التغيرات جاءت لتوطيد سلطة ابن سلمان من خلال تحييد المنافسين المحتملين، لا لإحداث نقلة اجتماعية في السعودية، لا سيما وأن مزاعم الإصلاحات ترافقت مع موجة قمعٍ تخللها اعتقالات وسياسة ترهيب غير مسبوقة، بحق نشطاء ورجال أعمال ودعاة.
إذ أن حملة الاعتقالات التي جرت مؤخّراً باعتقال نحو 17 ناشطاً من المعروفين بدفاعهم عن الحقوق الفردية والجماعية، رآها الخبراء بأنها محاولة من ابن سلمان لاسترضاء التيار المحافظ.
بدوره يؤكد عبد الله العودة، ابن الداعية سلمان العودة المعتقل منذ شهور عدة في سجون الرياض، في تغريدات على حسابه على “تويتر”، أن السلطت تستهدف المعتدلين وتُبقي على المتطرّفين قريبن منها.
وتصطدم سياسات ابن سلمان، الطامح لتولي العرش منفردًا عبر إحداث توازناتٍ مزعومة، بالدرجة الأولى بالأسس التي استند إليها آل سعود للوصول إلى الحكم، وهي التغطية الدينية المتمثلة بالوهابية لسطوتهم. ومقابل ذلك، فإن الاعتدال يلقى القمع والاضطهاد، ما يضع مصير الحكم أمام مجهولٍ، ممكن أن ينفجر في أي وقت.