كشفت مجلة فوربس الأميركية عن تراجع الاستثمارات الاجنبية في السعودية بشكل يخالف الادعاءات بزيادتها، ما يطرح علامات استفهام حول مستقبل الرؤى التي يطلقها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
تقرير: سناء إبراهيم
ثمة فرق بين ما يقال وما يروج له في الاعلام الرسمي وبين حقيقة الأوضاع الاقتصادية في السعودية. الاستثمارات الأجنبية المباشرة انهارت العام الماضي، هكذا أعلنت مجلة فوربس الأميركية، متحدثة عن تراجع الاستثمارات.
اعتمد مقال فوربس على بيانات صادرة حديثا عن مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية، وجاء في تقرير المنظمة الأممية أن الاستثمار الأجنبي المباشر في العام الماضي تراجع الى 1.4 مليار دولار بعد ان وصل الى 7.5 مليار في 2016، وهو ما يطرح تساؤلات حول آفاق الإصلاح الاقتصادي التي يروج لها محمد بن سلمان.
وبحسب البيانات فإن الاقتصاد السعودي يخسر بالمقارنة مع الاقتصادات الخليجية التي تكسب حصصا كبيرة من “كعكة الاستثمارات”، حيث شهدت الامارات زيادة في حصتها الخارجية من 19بالمئة في عام 2012 إلى 41بالمئة في عام 2017.
وحتى قطر، التي تعرضت للمقاطعة الاقتصادية، فقد جذبت الاستثمار الأجنبي المباشر في عام 2017، وزادت حصتها إلى أكثر من 950 مليون دولار مقارنة بـ774 مليون دولار في2016.
وعزت المنظمة الأممية الانخفاض في الاستثمار في السعودية إلى عمليات تصفية كبيرة عبر بيع المصالح التجارية والقروض داخل الشركات التابعة للشركات المتعددة الجنسيات، وأعطت مثالاً على ذلك، مجموعة شل الهولندية البريطانية التي باعت حصتها البالغة 50٪ إلى شريكها السعودي، الشركة السعودية للصناعات الأساسية، «سابك» في اغسطس 2017.
المثير للقلق أن الانخفاض السعودي كان الاسوأ بين اقتصادات دول الجوار، ما يعني أن هذا سيؤثر على ما يخطط له ابن سلمان لتحقيق رؤيته المعلنة، وجذب المستثمرين الدوليين لتمويل برنامجه الاقتصادي الذي يشمل خططا لبناء مدن جديدة وزيادة الاستثمار في السياحة والترفيه وتخفيف القيود على ملكية الأجانب للشركات المدرجة في البورصة السعودية.
ترى فوربس أن بعض القرارات السياسية عبر اعتقال الامراء ورجال الاعمال ووزراء في فندق الريتز تركت انطباعاً سيئاً لدى المستثمرين الدوليين، حيث تقوّض النزعات السلطوية للنظام السعودي ثقة المستثمرين المحتملين والفعليين على حد سواء.
استمرار السلطات باعتقال النشطاء والناشطات أعاد الشك بشأن ادعاءات ابن سلمان حول الحرية في البلد، إذ أنه في سوق السياسة والاقتصاد هناك ما هو أهم للمستثمرين من الحفلات الترفيهية والغنائية، وهي الامور التي تحفظ أمن الاستثمارات في البلاد.