يزداد المشهد الانساني قتامة في الحديدة مع المعركة التي تسعى لها الامارات والسعودية على المدينة ومينائها عبر زج مقاتلين يمنيين للقتال تحت اسمها من اجل كسب المعركة.
تقرير: سناء ابراهيم
صورة قاتمة ترسمها الأوضاع في الحديدة غربي اليمن، البوابة التي تصل احتياجات اليمنيين الغذائية والطبية عبرها، حيث أن الحصار والجوع والمرض هناك يختزل مشهد معاناة اليمنيين، نتيجة الحصار، والمهددون بالموت نتيجة التهديدات المعلنة من الرياض وأبو ظبي لمهاجمة ميناء الحديدة للسيطرة على المدينة، التي تتغلغل أذرع الامارات فيها، من أجل كسب المعركة عبر ميليشيات يمنية مدعومة منها.
موقع “ذا انترسبت”، أشار إلى أنه في الأسبوعين الأخيرين، تمكن مسلحو هذه الميليشيات التقدم 50 ميلا أخرى، وقد تباطأ تقدمهم بسبب آلاف الألغام الأرضية، مبينا أن مقاتلي ما سمي «المقاومة الوطنية اليمنية» المدعومة اماراتيا لا يستطعيون الاستيلاء على «الحديدة»وحدهم، ومن الواضح أنهم يعتمدون على الدعم الجوي من التحالف اضافة إلى الدعم البري من الإمارات.
مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية جوست هيلترمان، قال إنه «لا يمكن لهذه القوات أن تنجح ضد القوات اليمنية بدون الإمارات، ولا تستطيع الإمارات أن تنجح في هذه المعركة دون الضوء الأخضر والدعم الأمريكيين».
يعد ميناء «الحديدة»حاسما في الحصول على الإمدادات الإنسانية وواردات الأغذية التجارية إلى البلاد، على الرغم من القيود الصارمة التي فرضتها السعودية، والتي شملت فرض حظر على شحنات الحاويات التي تدخل الميناء. ويقدر مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة أن 340 ألف شخص من المرجح أن يتم تهجيرهم إذا وصل القتال إلى مدينة «الحديدة»، مما يؤدى إلى زيادة عدد النازحين داخليا، البالغ عددهم 3 ملايين شخص منذ بدء تدخل التحالف السعودي في اليمن في مارس 2015.
ويبدو الآن أن أي تحرك عسكري جديد نحو «الحديدة»يرتكز على نجاح المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن، «مارتن غريفيث»، الذي يحاول التوصل إلى حل دبلوماسي لتفادي المعركة التي تلوح في الأفق.
أكثر من 22 مليون يمني، يمثلون ثلاثة أرباع السكان، يحتاجون إلى المساعدات الإنسانية، ويتفاقم الوضع مع القيود المفروضة على الواردات، والحصار الكامل على المساعدات الإنسانية والطبية.