دعت السعودية إلى اجتماع رباعي في مكة المكرمة لبحث الوضع الاقتصادي للأردن، ما اثار علامات استفهام حول التوقيت والهدف من الاجتماع.
تقرير: بتول عبدون
فجأة، دعت السعودية إلى اجتماع رباعي، يوم الأحد 10 يونيو / حزيران 2018، يحضره الملك سلمان وأمير الكويت وولي عهد أبو ظبي، إضافة إلى ملك الأردن، لمساعدة الأخير على إخراج بلاده من الأزمة الاقتصادية التي تمر بها.
ويطرح خبراء في العلاقات السعودية الأردنية تساؤلات حول توقيت الاجتماع والهدف الحقيقي للسعودية من ورائه، وما إذا كانت تريد فعلاً مساعدة الأردن اقتصادياً بعد أن امتنعت عن ذلك خلال الفترة الماضية، أم أنها تريد استغلال الأزمة للضغط على عمّان من أجل تقديم تنازلات سياسية تحديداً في ما يتعلق بموقفها من “صفقة القرن” والوصاية الهاشمية على الأماكن الدينية في القدس.
لم يستبعد مسؤول اردني في حديث لصحيفة “العربي الجديد” أن يكون الدعم في هذا الوقت يأتي في إطار محاولة احتواء الأردن سياسياً بعد الخلاف مع السعودية على عدد من الملفات الإقليمية، تحديداً في ما يتعلق بعدم موافقة الأردن على المشاركة بالعدوان السعودي في اليمن وتحفظات السعودية على الولاية الهاشمية على المقدسات في القدس. ويؤكد المسؤول الأردني، الذي طلب عدم كشف اسمه، أن الدعم الاقتصادي السعودي الكويتي الإماراتي المنتظر يأتي إدراكاً من هذه الدول لأهمية استقرار الأردن ودوره في حفظ أمن منطقة الخليج، خاصة من ناحية ضبط حدوده مع السعودية.
ولا يخفي المسؤول الأردني أن يكون الدعم الاقتصادي المرتقب ينطوي على مطالب سياسية كمحاولة تمرير “صفقة القرن”، خصوصاً في ما يتعلق بالقدس واللاجئين وملفات الوضع النهائي للقضية الفلسطينية، فضلاً عن خشية الدول الخليجية الثلاث من اندماج الأردن بتحالفات إقليمية، خصوصاً بعد مصافحة الملك الأردني للرئيس الإيراني في القمة الإسلامية الثانية التي انعقدت في اسطنبول خلال مايو / أيار 2018، وهو ما فُسِّر على أنه مؤشر على إمكان حدوث تقارب أردني إيراني.