عناصر من القوة البحرية للجيش اليمني و"اللجان الشعبية" خلال تدريبات على ساحل الحُديدة، غرب اليمن

هزالة تحالف العدوان تتكشف في الحديدة

سجلت معركة الحديدة، في غرب اليمن، خلال الساعات الأولى لبدئها، انكسارات متلاحقة لقوات التحالف بقيادة السعودية، في صورة عكست حجم التهويل الاعلامي للهجوم الذي تصدت له القوات اليمنية قبيل بدئه.

تقرير: سناء ابراهيم

انكشف غبار التهويل السياسي والدبلوماسي الذي بثتهما الرياض وأبو ظبي قبيل معركة الحُديدة خلال الساعات الأول من انطلاق المعركة، مع الإعلان عن مقتل 4 عسكريين من القوات الإماراتية، ليكشف عن قدرة اليمنيين في تعطيل قدرة المهاجِمين على الاستفادة من العتاد الحربي المتطور، وإرغامهم على المراوحة في الشريط الساحلي الذي كانوا قد تقدموا فيه منذ أسابيع.

حاول تحالف العدوان أن يجعل من ليلة الهجوم على الحديدة هالة من قدرته على استعادة دوره وقوته في تحقيق إنجاز جديد مع دخول العدوان عامه الرابع من دون تحقيق أي إنجاز. واستخدم العدوان الحرب النفسية وسيلة في الهجوم على الحُديدة، حيث بدأ الوزير الإماراتي، أنور قرقاش، بالحديث عن مهلة وساعة صفر، وتَبِعته وسائل الإعلام السعودية والإماراتية بالتجييش للمعركة، حيث تم نشر مقاطع مُصوّرة سُجِّلَت في الخط الساحلي الذي لا تزال القوات الموالية لـ”التحالف” تراوِح فيه منذ أسابيع، مُتحدِثةً عن تقدم سريع بلغ مشارف مطار الحُديدة، ومُدّعيةً حدوث انهيار في صفوف الجيش اليمني و”اللجان الشعبية”.

استعجلت قيادة تحالف العدوان إعلان نصر في الحُديدة في الساعات الأولى للهجوم، فبادرت إلى محاولة تنفيذ إنزال في المدينة على الرغم من أن مسعىً مماثلاً لها في منطقة الفازة في جنوب المحافظة قبل فترة مُنِي بفشل ذريع.

وعلى مستوى العمليات البرية، بدت مصادر وزارة الدفاع في حكومة الإنقاذ في صنعاء واثقة وجازمة لدى تأكيدها فشل محاولات القوات الموالية لـ”التحالف” في التقدم في المناطق الداخلية للحُديدة.

وتصدّى مقاتلو الجيش و”اللجان” لمحاولة تقدم في اتجاه منطقة الفازة في مديرية التحيتا، وأخريين في اتجاه منطقتي الطائف والنخيلة في مديرية الدريهمي، مُكبّدين المهاجمين خسائر بشرية ومادية، بينها تدمير آليتين وثلاث مدرعات.

وعلى الرغم من أن العمليات الإماراتية – السعودية كانت مسنودةً بغطاء جوي قتالي واستطلاعي كثيف، إلا أن ذلك لم يَحُل دون انكسار معنويات القوات المهاجِمة وعدم قدرتها على استخدام العتاد الحربي المتطور الذي حُشِد لهذه المعركة.

وفيما يرى مراقبون للمعركة أنها تعيد تسليط الضوء على دور الإمارات كوكيل أميركي في المنطقة يلتزم السيطرة على الموانئ والممرات البحرية الاستراتيجية، كشف مصدر يمني لموقع “ميدل إيست أي” الإلكتروني البريطاني عن تعرُّض الرئيس اليمني الفار عبد ربه منصور هادي لضغوط من قِبل ولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد، من أجل الموافقة على بدء معركة ميناء الحُديدة، حيث أجبر على إعلان دعمه الهجوم على ميناء الحُديدة ضد إرادته.