السعودية/ نبأ (خاص)- بعد لعبة شدّ حبال استغرقت أسابيع عدة، تراجعت أنقرة عن موقفها السابق وقررت المشاركة في التحالف الدولي ضد تنظيم داعش.
وبرغم أن القرار التركي كان متوقعاً، إلا ان التداعيات التي يمكن أن تترتب عليه مفتوحة على كثير من الاحتمالات التي لا يمكن توقع مآلاتها، خصوصاً أن العلاقة بين أنقرة وبين داعش شديدة التعقيد والتشابك، حيث يملك كل طرف أوراق قوة في مواجهة الطرف الثاني، الأمر الذي ينذر بمواجهة شرسة في حال ذهبت العلاقة بينهما إلى الانفجار.
فأي دور ستلعبه أنقرة في ضوء تحفظاتها وتضارب المصالح والاهتمامات بين القوى الإقليمية والدولية المعنية؟
الأحداث المتسارعة هذه تأتي في خضم معارك شرسة يخوضها الأكراد دفاعاً عن مدينة كوباني في سوريا، بعد حصارها من قبل تنظيم داعش. وهي تأتي أيضاً، بعد إقرار البرلمان التركي، خطة حكومية للتدخل العسكري ضد داعش في سوريا والعراق، والسماح لقوات أجنبية باستخدام قواعد عسكرية تركية في الهجوم على التنظيم.
وتشير مصادر مطلعة على الشأن التركي أنه في ظل هذا الهاجس السياسي والأمني تتضح أبعاد مطلبية تركية من أجل حماية حدود تركيا وتفادي استقبال النازحين السوريين داخل أراضيها، الأمر الذي يعكس ضمان دور تركي مؤثر في أية تسوية إقليمية للنزاع السوري.
التحالف الدولي يمر بتعقيدات سياسية حساسة، وحسابات إقليمية متناقضة، ظهرت جلياً من خلال رفض العراق انضمام تركيا للتحالف واعتراضه على دخولها الأراضي العراقية، وفي الجانب الآخر نجد نائب الرئيس الأمريكي بايدن في لقاء له في جامعة هارفارد يوجه اتهاماً لتركيا بأنها تقف خلف تنظيم داعش.