سيواجه 12 ألف مقاتل مسلح الجيش السوري في معركة الجنوب. ومع احتدام نيران المعركة التي بدأتها روسيا بغارات جوية على مواقع المسلحين، فإن الولايات المتحدة تراجعت عن تقديم أي دعم لهم بما لا يبقي غير احتمال الحصول على دعم “إسرائيلي”.
تقرير: هبة العبدالله
بعدما وصلت جهود الوساطة التي بذلها الجانب الروسي خلال الأسابيع الثلاثة الماضية مع الفصائل المسلحة في جنوب غرب سوريا إلى طريق مسدود بهدف تجنب المواجهة لعسكرية، فإن فكرة القبول بحل سياسي على غرار ما حدث في الغوطة الشرقية أصبحت أبعد لصالح مواجهة الحل العسكري.
شنت الطائرات الروسية غارات متتالية على مواقع للفصائل المسلحة في ريف منطقة درعا الشرقي من بينها “جبهة النصرة”، ما يعني أن اتفاق تخفيف حدة التوتر في المنطقة لن يتم تجديده وأن معركة الجيش السوري في الجبهة الجنوبية باتت أقرب إلى الحسم العسكري السريع، خصوصاً أن دمشق اختارت الجنرال سهيل الحسن لقيادة القوات السورية الزاحفة لتحرير الجنوب والرجل معروف بتحقيق الانتصارات العسكرية في جميع المواجهات التي قادها ضد المسلحين.
لم تبد الولايات المتحدة، أيضاً، أي حماسة للدفع في اتجاه آخر غير الحسم العسكري. وقد بعثت أخيراً برسائل غير مشجعة لقيادي كبير في الفصائل المسلحة تبلغهم فيها صراحة وبكل وضوح أنها لن تتدخل عسكريًا لدعمهم في مواجهة أي هجوم عسكري وشيك، وأن دورها يتوقف عند محاولة إقناع الروس بعد القيام بأي عمل عسكري، وهو موقف لا يجب أن يفاجئ المسلحين الذين سبق وتلقوا رسائل مماثلة من وزير الخارجية الأميركية الأسبق جون كيري عن أن بلاده لن تدخل في أي مواجهة مع روسيا في سوريا دعماً للمسلحين أو دفاعاً عنهم.
يؤكد الخبراء العسكريون أن الاستراتيجية السورية الروسية المتبعة في جنوب غرب سوريا تضمن تحقيق انتصار سريع في الميدان سيفرض بموجبه الجيش السوري سيطرته على الطريق الدولي الذي يربط العاصمة دمشق بالحدود الأردنية ومعبر نصيب الدولي. لكن أسئلة عدة تطرح عن الموقف العسكري لحكومة الاحتلال إزاء التطورات العسكرية المتسارعة على جبهة الجولان والتي ستلاحق خسائر كبيرة في صفوف المسلحين الذين حظوا برعاية تل أبيب السياسية والعسكرية واللوجستية خلال السنوات الماضية.