الخليج/ نبأ (خاص)- ما يزال اعتذار نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى كل من الإمارات وتركيا يثير ردود فعل إعلامية وسياسية على المستويين الإقليمي والدولي. وعلى الرغم مما حمله ذلك الإعتذار من علامات تجميل ومجاملة، تبدي الأوساط الخليجية إرتياحا لمواقف بايدن الأخيرة وترى فيها حرصا أمريكيا على حفظ العلاقات المتينة بين الولايات المتحدة ودول الخليج.
بالنسبة إليها لم تكن بحصة نائب الرئيس الأمريكي أكثر من تصريح عابر وزلة لسان، ولم يأت اعتذار الرجل الثاني في هرمية الحكم بالولايات المتحدة إلا ليؤكد حرص واشنطن على الإحتفاظ بعلاقاتها المتينة بدولة الإمارات باعتبار الأخيرة قوة للإعتدال في المنطقة، هكذا تروج الدول الخليجية إعلاميا لاعتذار بايدن من ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان.
ترويج لا يصمد كثيرا أمام الوقائع والحقائق، في خلفيات تصريحات نائب الرئيس الأمريكي ما هو أكثر من زلة لسان أو تصريح خاطف، صحيح أن الرجل معروف بهذه الزلات التي ألصقت بحياته السياسية عيبا متقادما، إلا أن حيثيات الموقف وسياقاته وطبيعة المخاطبين به تجعله أبعد ما يكون من الكلام العابر. لم يكن بايدن يخاطب سياسيين متملقين أو إعلاميين متعيشين، كان يخاطب حشدا من الأكاديميين ذوي العقول في جامعة هارفرد، هؤلاء لا يمكنهم تصديق الخزعبلات أو الخرافات أو الألاعيب السياسية، إما كلام يستقر في العقل وإما فلتبحث لك عن مستمع آخر، هذه هي خياراتهم ولا ثالث لها على الإطلاق.
يضاف إلى ذلك أن نائب الرئيس الأمريكي كان بإمكانه تلافي الموضوع بكل بساطة، إصراره على التطرق إليه رغم البعد النسبي بينه وبين السؤال المطروح ينبئ بشيء من سابق النية والتصميم، وإذا زيدت على ما تقدم سبع دقائق أمعن خلالها بايدن التفكير وأسهب في الحديث عن حلفاء الولايات المتحدة يصبح المشهد شديد الوضوح: أراد العم سام توصيل رسالة ما، رسالة تتردد حتما في أروقة السياسة الأمريكية ويبدو محرجا بالنسبة لباراك أوباما الجهر بها، من هنا جاء جو بايدن صاحب العهد الشهير بملاحقة إرهابيي داعش حتى الجحيم ليعري حلفاءه من كل أوراق التوت، عملية وجدت الإدارة الأمريكية حاجتها ماسة إليها في ظل عجز الضربات الجوية على مواقع تنظيم داعش في العراق وسوريا عن تحقيق الأهداف المرجوة منها.