مصافحة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، في موسكو، يوم 31 يناير 2018

موسكو محط رحال “حلفاء” واشنطن القلقين على مصالحهم

يتجه حلفاء واشنطن إلى موسكو لبحث قرارات تخص أمنهم ومصالحهم غير مكتفين بتحالفهم مع واشنطن، التي يشكّون بقدرتها الكاملة على ضمان مصالحهم.

تقرير: هبة العبدالله

لم تعد الولايات المتحدة باستراتيجيتها الجديدة تشكل ضماناً كافياً لحلفائها الذين يبحثون عن حماية مصالحهم، وهو ما دفعهم إلى تعديل مسار علاقتهم مع موسكو والاتجاه أكثر إلى الاتفاق معها.

وتمثل أبرز المتجهين إلى موسكو برئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، الذي زارها يوم الأربعاء 11 يوليو / تموز 2018، لبحث ما يقلق إسرائيل بشأن تقدم الجيش السوري وحلفائه في الميدان وتدعيمهم جبهة الجنوب السوري.

وحظيت هذه الزيارة باهتمام كبير من وسائل الإعلام الإسرائيلية، وعلق السيناتور الأميركي ليندسي غراهام، وهو من أشد المؤيدين لإبقاء القوات الأميركية في سوريا، على الزيارة بالقول إنه “على نتنياهو ألا يثق بروسيا في مراقبة إيران”، وهو ما يعني أن الاتفاقات مع روسيا بشأن سوريا ستؤثر على المصالح الأميركية.

برأي صحيفة “واشنطن بوست”، فإن حلفاء الولايات المتحدة كما خصومها في الشرق الأوسط باتوا يتوجهون إلى روسيا لمحاولة أخذ ضمانات من الأخيرة تتعلق بإيران التي تتفق معها روسيا خاصة في سوريا وتختلف معها الولايات المتحدة حد التصادم.

ترى “واشنطن بوست”، في تقرير، أن التصريحات الأميركية المرتبكة بشأن ما يحدث في سوريا تثير الكثير من الشكوك حيال ما إذا كانت واشنطن نفسها تملك خطة لتحقيق أهدافها على المدى الطويل. وهذا ما دفع الحلفاء الإقليميين للولايات المتحدة إلى التوجه إلى روسيا.

منذ مجيء إدارة الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، لم تكن واضحة طبيعة الإجراءات التي ستتخذها الإدارة في سوريا. عقد ذلك الوضع أكثر على حلفاء واشنطن. وبحسب خبراء في علاقات الولايات المتحدة مع حلفائها، فإن غياب أي استراتيجية أميركية حيال سوريا لا تتعلق فقط بإدارة ترامب، بل هي تركة سلفه باراك أوباما الذي تقهقر كثيراً، في الوقت الذي يسعى فيه ترامب إلى سحب قواته البالغ عددها 2200 مقاتلاً، وهو أمر يتوقع أن يتم، ما سيخلق مزيداً من البلبلة بين شركاء الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة.