السعودية / نبأ – انتشرت ثقافة الظلم والحرمان في كثير من البلدان العربية في ظل ثورات الربيع العربي، وعلى مختلف المستويات وفي جميع الأصعدة.. ما أثّر ذلك على حياة المواطنين وأدى إلى عدم استقرار المجتمع، وصولاً إلى هذه المحنة التي يعيشها الشعب العربي عموما والشعب البحريني خصوصا.
هذا ما يؤكد عليه القيادي في حركة أحرار البحرين سعيد الشهابي في مقال له في صحيفة “القدس العربي”.
الشهابي يقول بأن تأثير الربيع العربي جاء مختلفاً على دول الخليج، حيث آلة الموت اكتسحت العواصم العربية، تارة بعناوين طائفية، وأخرى بدواع أمنية، وثالثة بصراعات فئوية، ولقد اصبح واضحا الدور الذي يلعبه إعلام القوى المضادة للثورة، وذلك بالتعاطي مع كافة التطورات من منظور الانتماء الطائفي وتجاهل المشاعر الحقيقية لدى قطاعات الامة التي تشعر بالغبن وترغب في تغيير حقيقي.
بحرينيا، أشارع الشهابي إلى اعتقال السلطات البحرينية واحداً من أهم نشطاء حقوق الانسان في المنطقة لدى عودته من الخارج، وهو نبيل رجب، رئيس مركز البحرين لحقوق الانسان، حيث كان عائدا من جولة في الخارج بدأها بعد خروجه من سجن استمر عامين. وقد فتح اعتقاله ملفات عديدة لا تخص البحرين فحسب، بل تتصل بمشروع التغيير في العالم العربي. فمن الحقائق التي لا يمكن إنكارها هو أن حقوق الانسان في البحرين لا يمكن أن تُحترم في ظل وجود النظام البحريني، بحسب ما أشار المعارض البحريني سعيد الشهابي.
الثورة في البحرين ثورة شعبية سلمية لها أبعاد وطنية وعروبية، لا يمكن وبحسب مراقبين قمعها بأي شكل من الأشكال لأنها حق مطلبي لجميع شرائح المجتمع.
ويرى محللون إلى أن النضال السلمي لشعب البحرين سوف يؤدي حتماً إلى تحقيق مطالبه، وأن إرادة الشعوب في النهاية سوف تنتصر، وكل محاولات تشويه هذا الحراك وتصويره على أنه فاتورة مدفوعة من قبل قوى خارجية لن تنجح، فالشعوب العربية تؤيّد الثورة البحرينية لأنها تعاني من نفس المشاكل وتطالب بنفس المطالب.
وفي ملف محاربة تنظيم داعش، اعتبر الشهابي أن مشاركة طائرات السعودية والامارات والبحرين هو أمر محفوف بالتساؤل والشكوك. وتساءل الشهابي: ما معنى مشاركة البحرين بطائرتي اف 16 في العمليات؟ وهل هذه المشاركة لها رمزية لتبرير الدعم الانكلو – امريكي لسياسات نظام يواجه ويقمع ثورة شعبية مطلبية محقة بتدخل عسكري مباشر؟؟
واعتبر الكاتب أن حكام المنامة يريدون إسكات الاصوات المعارضة المطالبة بفرض المشروع الإنتخابي الشعبي، في حين أن الاستفتاء الشعبي هو حق من حقوق الشعوب المشروعة في اختيار نوع نظامها السياسي والاقتصادي ووفق الاساليب الديمقراطية.
وقد استوعبت قوى المعارضة السياسية ذلك فقررت مقاطعتها بعد ان تأكد لها عدم جدوى المجالس النيبابية وعدم امكان اصلاح الوضع السياسي من داخل قبتها. وقد احدث قرار مقاطعة تلك الانتخابات غضبا شديدا لدى نظام الحكم، فاصبح بين خيارين: الانتقام من رافضي المشاركة، بحل جمعياتهم السياسية والتنكيل برموزهم، او اجراء تعديلات فنية سطحية توحي بوجود رغبة في الاصلاح. هذا هو التفكير السائد لدى النخبة الحاكمة وداعميها الاقليميين والدوليين.
غير ان القوى الثورية والسياسية اصبحت اكثر اصرارا على مقاطعة الحكم وانتخاباته مكررة قولها بعدم جدوى المؤسسة التشريعية التي اقيمت وفق دستور رفضه الشعب عندما اصدره الحاكم في فبراير 2002. وهكذا تبدو دوامة المناكفات بين الشعب ونظام الحكم تتحرك بدون توقف وبدون هدف او وجهة واضحة. الامر المؤكد ان متابعة ثورة البحرين وتطوراتها ضرورة لاستيعاب ديناميكية التغيير التي انتهجتها قوى الثورة في اغلب البلدان التي شهدت حراكات من اجل التغيير. الامر الآخر ان النظام الذي يهدف لاستمالة شعبه لمسايرته في مشاريعه السياسية يسلك نهجا آخر للتعاطي مع القضايا المثارة، ويسعى لمد الجسور بشكل متواصل مع ذلك الشعب لضمان عدم تمرده بالشكل الذي يقطع الطريق على اية تسوية.