اليمن / نبأ – القاعدة تضرب في اليمن من جديد، محافظة البيضاء هي الهدف هذه المرة، هجوم واسع وعنيف أودى بحياة عشرة من رجال الأمن على الأقل، مسلحو التنظيم الإرهابي هاجموا معسكر قوات الأمن الخاصة بسيارة مفخخة، تفجير أعقبته اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة والقذائف أسفرت عن مقتل ثلاثة جنود.
كما هاجم مسلحو القاعدة مقر الأمن العام والمجمع الحكومي ومكاتب حكومية ونهبوا محتوياتها، وفي وقت طالت فيه النيران نقطتي عزة والزاهرة العسكريتين قرب المدينة.
وفي بيان لها على تويتر أعلنت ما تسمى جماعة أنصار الشريعة مسؤوليتها عن العملية، وقالت إنها تستبق محاولات تسليم مقار البيضاء لجماعة الحوثي على حد تعبيرها. ذريعة سبق لها أن راجت على نحو كبير في المنابر التابعة للمملكة السعودية عقب سيطرة حركة أنصار الله على العاصمة اليمنية صنعاء، فهل كان الأمر مجرد صدفة أم أن وراء الأكمة ما وراءها؟
سياسيا، يسود الغموض أروقة الحكم في اليمن، آخر الإحداثيات الصادرة من هناك تهديد رئيس الجمهورية عبد ربه هادي بتقديم استقالته في حال إصرار أنصار الله وغيرها من المكونات على رفض قراره الأخير، قرار رأى فيه الحوثيون تجاوزا للمعايير المتفق عليها وانعكاسا لإرادة خارجية، محملين هادي كامل المسؤولية عما قد ينجم عن إعلانه تكليف أحمد عوض بن مبارك بتشكيل حكومة جديدة، وداعين إلى التصعيد الثوري حتى تحقيق كامل أهدافهم.
المفاوضات برمتها عادت إلى المربع الأول إذا، عودة تنذر بمزيد من التصعيد السياسي والأمني في ظل تضاعف الهجمات الإرهابية واشتداد الهجوم الإقليمي على الحوثيين، منذ إسقاط حركة أنصار الله صنعاء بدأ الحديث يدور عن نيتها التوسع باتجاه محافظتي مأرب والبيضاء والسيطرة على ميناء الحديدة وصولا إلى الإستحواذ على مضيق باب المندب، نوايا مفترضة ترى فيها الأوساط السعودية خطرا داهما وتتفنن في طرح الحلول المناسبة لها.
آخر المقترحات تدعو للجوء إلى مجلس الأمن والتحشيد لقرار دولي ضد الحوثيين تحت الفصل السابع، سيناريو لا يبدو مستبعدا بالنظر إلى ما تسوق له المنابر الملكية من سرديات تبريرية لأية خطوات مقبلة من هذا النوع… فهل تقدم السعودية على مغامرة جديدة في اليمن وتعيد توظيف أدواتها في مشروع يستهدف إعادة إنتاج الهيكلية القديمة، أم أن للمملكة شواغل أخرى تبتعد بها ولو مؤقتا عن اليمن وهمومه واضطراباته؟