أميركا / نبأ – أكّد مسؤولون أمريكيون أن إدارة الرئيس باراك أوباما لا تفكر في إقامة منطقة حظر سورية، أغلب الظن أن الولايات المتحدة لا تريد إغلاق الخطوط جميعها تحسبا لما يمكن أن يحمله المستقبل من اتفاق روسي أمريكي على أراضي بلاد الشام، وأغلب الظن أيضا أن واشنطن وحلفاءها الغربيين يريدون إطالة أمد الحرب أكبر قدر ممكن، بالنسبة إليهم كلما امتد زمان المواجهة كلما استُنزفت قدرات سوريا والعراق وتقطعت أوصالهما وتدهورت بناهما التحتية والفوقية وأصبح الإستيلاء على ما تبقى من ثرواتهما حلما قريب المنال. وبعد، فليس مستغربا أن يقول ليون بانيتا وزير الدفاع الأمريكي والرئيس الأسبق لوكالة الإستخبارات الأمريكية المركزية: “إن الحرب ضد داعش ستستمر لأكثر من ثلاثين عاما على الأقل”.
لنعم البشارة هي، بشارة لم تتفوق على مطالب وزير الخارجية سعود الفيصل إلا ببضع سنين فقط، وما الذي يضير الممالك والإمارات في ذلك؟ سلالات الخليج لا تطمح إلا إلى تحصين حدودها من نيران الداعشيين، يضاف إلى هذا الطموح تطلع الحكام الخليجيين أو رضاؤهم في الحد الأدنى بمشروع تقسيم سوريا وإشاعة الفوضى فيها وإقامة نظام طائفي على أراضيها ينسجم تماما مع رؤية من يسمون أصدقاء الشعب السوري.
في كل الأحوال، يبدو أطراف التحالف الدولي ضد داعش متلاعبين بنيران لاذعة لن يسلموا من ألسنتها حتما، حتى الآن، ما من دليل واقعي على سعيهم في تجفيف منابع الإرهاب، كل في ما في الأمر وهم يباع على الشاشات ليل نهار، وإذا كان الحلفاء الأمريكيون والأتراك والخليجيون يأملون تحقيق أحلامهم على أنقاض العراق وسوريا، فإن دونهم عقبات سياسية وعملياتية لا تقل أهمية عما يتهددهم من مخاطر جدية بات جنون العظمة حائلا حقيقيا دون رؤيتها.