كشفت وكالة بلومبيرغ الأميركية الاقتصادية عن أن الاقتصاد السعودي يعيش أسوأ مرحلة في تاريخه الحديث، مع عدم القدرة على تكيف المجتمع مع خطط محمد بن سلمان.
تقرير: سناء إبراهيم
ما بين التكيّف أو الموت، يعيش الاقتصاد السعودي، الذي يمر بأسوء اضطراب شهده في تاريخه الحديث، حيث “أصبح مألوفاً التباين بين مصيرَي الفشل أو النجاح، في العاصمة الرياض، فمن لا يستطيع التكيّف لن يجد سوى التلاشي والموت مصيراً”، إلى هذه الخلاصة توصل تقرير لوكالة “بلومبيرغ” الاقتصادية الأميركية حول الاقتصاد السعودي.
أضاء التقرير على الضعف الذي أصاب كثيراً من المؤسسات بسبب التراجع الاقتصادي الكبير الطارئ على السعودية، إذ انخفضت مستويات المداخيل، وارتفع معدل البطالة إلى أعلى مستوياته في أكثر من 10 سنوات ليصل إلى 12.9% نهاية مايو/أيار الماضي. ويلفت التقرير إلى التباين الصارخ بين الفشل والنجاح، مع تقليص الحكومة الدعم وارتفاع التكاليف، ما جعل مصير الشركات مرهوناً بيد قوى السوق المختلفة.
مدراء اقتصاديون اشتكوا عدم قدرتهم على مواكبة مسار الأمور الاقتصادية في البلاد، مع الخطط المفروضة من ولي العهد محمد بن سلمان،وقالت الوكالة إن رسالته إلى عالم المال والاقتصاد تبلورت بأن “المقاومة ليست خياراً”، على حد تعبير الوكالة، التي لفتت إلى أن معارضة خطوات ابن سلمان جعلت الكثيرين يقبعون خلف القضبان.
ونقلت الوكالة عن رئيس شركة “KPMG LLP” في السعودية عبدالله الفوزان الذي تجري شركته التدقيق المحاسبي لآلاف الشركات السعودية ، قوله “إما أن تتكيّف أو تختفي”، مشيرا إلى أنه “لجعل الناس يتغيّرون، عليك أن تصدمهم”.
وعلى الرغم من نمو الاقتصاد 1.2% في الربع الأول من العام الجاري بعد انكماش بلغت نسبته 0.9% عام 2017، يعتقد رجال أعمال أن التعافي التام قد يستغرق سنوات، وليس واضحاً ماذا سيبقى عندما ينحسر الغبار.
وخلصت الوكالة إلى الإشارة الى المشكلة التي تواجه ابن سلمان والمتمثلة بتأمين فرص عمل لجيل الشباب الذي يشكل 70 في المئة من سكان البلاد، حيث أنه في الوقت الذي تحاول الحكومة التحكّم بإنفاقها على الأجور، يُلقى عبء استحداث فرص العمل على الشركات الخاصة والشركات الناشئة، وفق التقرير.