ما كانت السعودية تحاول إخفاءه أصبح اليوم مكشوفاً، وهو أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان كان أحد أبرز العرابين لصفقة القرن والمتآمرين على القضية الفلسطينية، قبل أن يبعده الملك سلمان بعد انفضاح التطبيع.
تقرير: حسن عواد
فصل عام ونصف العام تقريباً بين المرة الأولى التي تحدث فيها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي عن صفقة القرن حول القضية الفلسطينية، خلال زيارته إلى واشنطن في إبريل / نيسان 2017، معلناً تأييده المطلق لها، وبين حديث السيسي، يوم الأحد 29 يوليو / تموز 2018، خلال “المؤتمر السادس للشباب في جامعة القاهرة”، واصفاً الصفقة بأنها تعبير إعلامي أكثر من كونها اتفاقاً سياسياً، مشيراً بعبارات كانت أقرب إلى التنصل من الصفقة أو إبعاد نفسه عنها.
وليس صدفة أن يتزامن حديث السيسي مع أحداث رئيسة لها صلة بهذا الموضوع، وأبرزها ما كشفته وكالة “رويترز” عن أن الرياض طمأنت حلفاءها العرب بأنها لن توافق على أي خطة للتسوية في الشرق الأوسط لا تعالج وضع القدس أو حق العودة للاجئين، أي أنها عادت إلى التمسك بمبادرة السلام العربية، وصولاً إلى إبعاد الملك سلمان ولي عهده محمد عن ملف فلسطين، وهو المعروف بتأييده المطلق لصفقة القرن وتمويله، والسير في نهج التطبيع مع كيان الاحتلال الإسرائيلي لتسهيل وصوله إلى العرش.
تشكل هذه المواقف انتكاسة لمسار التفاوض حول شروط وأفكار صفقة القرن، بل فقدان ابن سلمان أحد أبرز عرابيها قدرته على تسيير المفاوضات في اتجاه يواكب الأفكار الأميركية التي جرى تداولها في عام 2017 في الغرف المغلقة، وتخدم مصلحة كيان الاحتلال في تنفيذ الصفقة والسيطرة على كامل فلسطين.