السعودية / نبأ – تشهد أسعار النفط الخام في الآونة الأخيرة إنخفاضا غير مسبوق منذ أكثر من عامين، إنخفاض يعزوه المراقبون إلى تعمد المملكة السعودية بيع موادها النفطية بأسعار رخيصة جدا. ولأن السياسة على اتصال بمختلف الديناميات في الشرق الأوسط، فإن الخطوة السعودية تبدو مرتبطة بالصراع بين القوى الإقليمية المتنافسة.
إلى اثنين وتسعين دولارا انخفض سعر برميل النفط من مزيج برنت هذا الأسبوع أي إلى أدنى مستوى له خلال ثمانية وعشرين شهرا، وإلى ما دون تسعين دولارا تراجع سعر برميل الخام الأمريكي. تراجع تبدو الأيادي السعودية واضحة خلفه، حدة التصريحات الإيرانية المضادة للمملكة تجلي جزءا من هذه المسؤولية، شركة النفط الوطنية في إيران وجهت انتقادات عنيفة للسلطات السعودية، متهمة إياها بتقليص سعر برميل النفط الخام في الأسواق العالمية، ومعتبرة ذلك جزءا من أجندة شركة آرامكو المشتركة بين المملكة والولايات المتحدة.
أجندة يبدو أن كسب المزيد من الحصص في السوق والضغط على الخصوم الإقليميين يحتل رأس قائمتها راهنا. عن طريق الإستخدام المفرط لمخزونها من الذهب الأسود وبالتالي الدفع باتجاه تقليص الأسعار العالمية على نحو كبير تحاول السعودية تضييق الخناق على إيران، هي تعلم أن بإمكانها تحقيق توازن في الميزانية العامة بسعر نفطي لا يتجاوز تسعة وثمانين دولارا، بينما لا يتحقق التوازن على أرض خصمها اللدود إلا إذا ارتفع السعر إلى مئة وثلاثين دولارا، وبناء على هذه الحسابات تتعمد المملكة إغراق الأسواق بالمنتجات النفطية وبيع البرميل بالسعر الذي كان سائدا إبان الأزمة المالية العالمية عامَي ألفين وثمانية وألفين وتسعة.
خطوة لا تبدو الحرب الباردة بين العم سام والدب الروسي بعيدة منها، خبراء أمريكيون في أسواق الطاقة العالمية اعتبروا أن واشنطن شريكة في عملية تخفيض الأسعار هذه، مضيفين أن البيت الأبيض يمارس بذلك مزيدا من الضغوط المالية على الكرملين الروسي. وإذا كانت السعودية تأمل الفوز بحصص أساسية في آسيا والدفع بالخصم الإيراني نحو تنازلات سياسية، فإن التجربة التاريخية والمعاصرة تفيد بأن بَدعا إقتصاديا من هذا النوع لن يعود على المملكة إلا بمزيد من الخسائر.