السعودية / مواقع / نبأ – يصف الكاتب في مجلة “فورين بوليسي” ستيفن كوك ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بأنه “ضعيف”، وذلك في أعقاب الأزمة التي نشأت بين السعودية وكندا، قائلاً إن السعودية “بدأت هذه الأزمة لأنها لا ترغب في الاعتراف بإخفاقاتها”.
ويعرب الكاتب في مقال نشره موقع المجلة الإلكتروني عن دهشته للغضب الطارئ الذي أبدته السعودية اتجاه كندا، ويقول إن هذه “الغضبة السعودية لم تكن موجهة ضد إيران على سبيل المثال، بل ضد بلاد منحت العالم هدايا مثل “أكلة الباوتين” والممثل جون كاندي ولاعب هوكي الجليد المحترف واين غريتزكي وكعك مونتريال وغير ذلك”.
ويتساءل كوك عن سر طرد السعودية السفير الكندي ووقف الرحلات الجوية إلى مطار تورنتو “الجميل”، وإخبار ما بين 7 آلاف و16 ألفاً من أبنائها الذين يدرسون في الجامعات الكندية أنه لا يمكنهم المواصلة بعد أسابيع قليلة.
ويشير إلى أن هذا الغضب السعودي جاء في أعقاب نشر الخارجية الكندية تغريدة على “تويتر” معربة فيها عن قلق بلادها البالغ إزاء الاعتقالات لنشطاء في المجتمع المدني السعودي وفي مجال حقوق المرأة، ومن بينهم الناشطة سمر بدوي، حيث حثت السفارة الكندية السعودية على الإفراج فوراً عن جميع النشطاء السلميين في مجال حقوق الإنسان.
ويقول الكاتب إن هذا “هو كل ما فعلته كندا”، فـ”الحكومة الكندية لم تقم بفرض عقوبات على السعودية، ولا هي قامت بالإساءة إلى الإسلام، ولا هي اصطفت مع جماعة الحوثي (أنصار الله) في اليمن”، وفق ما يرى كوك.
ويضيف “الجميع يعرف أن كندا وضعت نفسها بشكل علني في كثير من الأحيان كصوت قوي في الدفاع عن حقوق الإنسان، على عكس الولايات المتحدة”، غير أن السعودية اعتبرت هذا التصرف الكندي بمثابة “الانتهاك الصارخ لسيادتها”.
ويقول كوك إن “رد الفعل الغاضب هذا ربما يكون متوقعاً من القيادة المصرية التي تكره المجتمع المدني والناشطين ومؤيديهم الدوليين بشكل كبير، غير أن القيادة المصرية قد لا تبادر إلى طرد السفير أو إلغاء المنح الدراسية لآلاف من طلاب الجامعات”.
ويتابع قائلاً: “هناك العديد من النظريات لتفسير رد الفعل السعودي على تغريدة كندا، حيث يقترح بعض المحللين أن هذه الخطوة السعودية تعتبر مثالاً آخر على السياسة الخارجية السعودية الطائشة تحت حكم ولي العهد محمد بن سلمان”، وهناك نظريات تعتبر أن هذه الخطوة بمثابة “تحذير آخر للسعوديين أنفسهم مفاده أن الإصلاحات الوحيدة في المملكة هي تلك التي يصوغها ولي العهد، وأنهم يصبحون عرضة للخطر إذا طالبوا بالمزيد”.
ويقول الكاتب إن “كلا التوضيحين يعتبران معقولين، وفي كلتا الحالتين فإن محمد بن سلمان يبدو في كل مرة، كما يراه منتقدوه، متوتراً ومتهوراً وغير ناضج وطاغية”.
وبحسب كوك، فإن “الأفراد والجماعات في المجتمع الدولي قد يغضون الطرف عن بعض الإساءات التي تتسبب بها السلطات للناشطين، غير أن قيام القيادة السعودية باعتقال النشطاء لمجرد تعبيرهم عن آرائهم بشكل سلمي فإن ذلك ينم عن ضعف”. ومن هنا، لا يعتبر كوك رد فعل ابن سلمان “ضعفاً بالمعنى الأخلاقي الغامض فقط”، وإنما “كوصفة أساسية لموقف الحكومة السعودية السياسي”.
فالقاعدة العامة تقول إنه “إذا كان القائد يعتقل الأشخاص الذين يختلفون معه، فإن هذا يعد دليلاً على أن هذا القائد يدرك جيداً أن هناك فجوة كبيرة بين وعوده للمواطنين بحياة أفضل، وما يعيشه الناس على أرض الواقع من معاناة”.
كوك يحذر من وجهة نظر القيادة السعودية بأنه كان من الضروري اعتقال النساء السعوديات الموجودات في السجن الآن، وذلك لأنه إذا لم يتم إسكاتهن، مشيراً إلى “مخاطر متزايدة باستمرار إزاء انكشاف خواء الرواية الحكومية بشأن المستقبل”.
ويختتم كوك مقاله، الذي نشره بالعربية موقع “الجزيرة” الإلكتروني بالقول، إن “الإكراه السعودي من هذا النوع لهو دليل على القوة الغاشمة وعلى الضعف السياسي للبلاد”.