اليمن / نبأ – أكثر من أربعين شهيدا وعشرات الجرحى، هذه هي حصيلة التفجير الذي استهدف تجمعا لحركة أنصار الله في العاصمة اليمنية صنعاء، إنتحاري يعتقد بانتمائه لتنظيم القاعدة فجر نفسه بالقرب من تظاهرة للحوثيين في ميدان التحرير، إنفجار أدى إلى سقوط ما لا يقل عن سبعة وأربعين شهيدا بينهم أطفال فضلا عن خمسة وسبعين جريحا.
وعلى الرغم من قساوة التفجير ودمويته واصل أنصار الحركة توافدهم على الميدان حيث حملوا الولايات المتحدة وحلفاءها في الداخل مسؤولية العملية، وأكدوا أن زمن الحكم من السفارات قد انتهى وأن الشعب اليمني وحده هو صاحب القرار. وجاءت هذه التظاهرات تلبية لدعوة كان زعيم أنصار الله السيد عبد الملك الحوثي قد وجهها إلى أنصاره، الحوثي رأى أن هناك مساعي لعرقلة انتقال اليمنيين إلى مرحلة الشراكة الوطنية، مشددا على ضرورة أن يكون رئيس الحكومة مرحبا به من قبل الجميع وأن يتبنى مطالب شعبه وألا يكون دمية بيد أحد. وحث أنصاره على مواصلة التصعيد الثوري حتى تلبية مطالبهم.
دعوة سرعان ما تجلت تداعياتها في الأروقة السياسية في اليمن، هنا أعلن مدير مكتب رئيس الجمهورية أحمد عوض بن مبارك إعتذاره عن تشكيل الحكومة، عازيا ذلك إلى ما أسماه الحرص على وحدة الصف الوطني وتجنيب الوطن أية انقسامات وخلافات.
هو التأزم السياسي والأمني يرخي بظلاله على الساحة اليمنية إذا، تأزم سبق للمنابر السعودية أن تنبأت به وكثفت توقعاتها بشأن سيناريوهاته، هل كان ذلك من باب الصدف فقط أم أن الأجهزة الدعائية التابعة للمملكة كانت تردد أصداء الحديث الدائر في القصور؟
في متعلقات الأحداث لا يمكن إغفال البيان الذي صدر عن الإجتماع الأخير لوزراء داخلية دول مجلس التعاون الخليجي، هؤلاء مع ما تحمله صفاتهم الأمنية من دلالات أكدوا أنهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي حيال ما أسموها التدخلات الخارجية الفئوية في اليمن، موجهين انتقادات لاذعة للحوثيين.
وبالنظر إلى طبيعة التداخلات والتعقيدات المتحكمة بالساحة اليمنية وامتداد الأيادي الخارجية خصوصا الإستخبارية منها إلى معظم مراكز السلطة والقرار يمكن تجلية البصمات الخارجية فيما يشهده اليمن من توترات. بصمات سبق لها أن أسهمت في تخريب البلاد والإنزلاق بها إلى أتون العنف وعرقلة قطار الحلول السياسية فيها، فهل يعيد التاريخ نفسه طالما أن الخبيث ما يزال على خبثه؟