لأسباب كثيرة، لن تنجح فكرة إنشاء حلف “ناتو عربي” التي طرحتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لمواجهة إيران. عددت صحيفة “واشنطن تايمز” بعضاً من تلك الأسباب.
تقرير: حسن عواد
تنعقد في 12 و13 أكتوبر / تشرين الأول 2018 القمة الخليجية في واشنطن، التي دعا إليها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وتضم دول الخليج، ومصر والأردن، بالاضافة إلى الكيان الإسرائيلي، وهدفها إنشاء ما يسمى بحلف “ناتو عربي”، مهمته مواجهة إيران.
تذكر صحيفة “واشنطن تايمز”، في تقرير لها، أن واشنطن ترى في إنشاء هذا التحالف العسكري حصناً ضد “التدخل الإيراني” في المنطقة و”تحقيقاً لتوازن عسكري في المنطقة، ويساعد على تقليل الأعباء المالية التي تتحملها الولايات المتحدة في الشرق الأوسط”.
تقف عقبات كثيرة في طريق تشكيل “ناتو عربي”، تعدد الصحيفة بعضها وتتمثل بالخلافات بين الدول المعنية على سبيل المثال، فالسعودية والإمارات والبحرين ومعهم مصر، قطعت العلاقات مع قطر منذ اكثر من سنة. قطيعة دفعت بالأخيرة إلى التقارب مع إيران.
وقد تواجه الحلف مشكلة أخرى تتمثل في علاقات بعض دول مجلس التعاون الخليجي مع إيران، ففي الوقت الذي اتخذت السعودية والإمارات موقفاً متشدداً اتجاه طهران، فإن الكويت وسلطنة عُمان تريدان علاقات أفضل.
ويقول المساعد الخاص للرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان، في حديث واشنطن تايمز أشار الى ان التحديات الحقيقية التي تواجه دول الخليج تأتي من الداخل، لا علاقة لإيران بها، وأن الأنظمة هناك لا تملك الشرعية السياسية، وخاصة في السعودية ذات الحكم الشمولي المطلق، إضافة إلى ديكتاتورية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
أما مشاركة تل أبيب التي تعتبر عدوة لإيران ولها مصلحة في تشكيل مثل هذا التحالف، فستكون هي المعضلة الاساس، لأنها تعتبر المعيق الأول لتحقيق السلام في المنطقة من وجهة نظر العديد من الدول العربية.
وإن مجرد موافقة هذه الدول على حضور القمة يعني أن العرب وضعوا قضية فلسطين خلف ظهورهم، وباتوا في مواجهة عدو جديد، هو إيران. إذا ما تم وبات هذا الحلف حقيقة، فإن واقعاً جديداً سيرسم، ليس لمنطقتنا فقط، بل للعالم أجمع.