كندا / وكالات / نبأ – ذكرت صحيفة “ناشونال بوست” الكندية أن بعض المسلمين الكنديين اشتكوا من عدم قدرتهم على أداء فريضة مهمة في دينهم، وهي الحج، وذلك بسبب الأزمة الحالية بين بلدهم والسعودية، بسبب مطالبة كندا السعودية بإطلاق سراح ناشطين معتقلين.
وأشارت الصحيفة، في تقرير، إلى أن “الكثيرين ممن يخططون للسفر إلى مكة عبروا عن قلقهم من الترتيبات، في ضوء إلغاء السعودية رحلات طيرانها من تورنتو”.
ونقلت الصحيفة عن أشخاص على صلة مع المشاركين في الحج قولهم إنهم قلقون من ترتيبات السفر، ويتوقعون مواجهة مشكلات ما بعد الحج، خاصة في ضوء إلغاء الرحلات.
ويقول مدير العمليات في وكالة “كينغ ترافل إيجنسي” الكندية المتخصصة في رحلات الحج، سيد أحمد، قوله: “لدينا الكثير من المشكلات، وهناك 25 في المئة يطالبون باستعادة أموالهم”، وأضاف “معظم الحجاج الذين حجزوا من خلال “مسيساغوا أونت” كانوا يسافرون على خطوط السعودية التي تسير رحلتين مباشرتين من مطار بيرسون الدولي في تورنتو”.
وبحسب التقرير، “ألغت السعودية رحلاتها منذ يوم الإثنين (13 أغسطس / آب 2018)، حيث تركت الكثيرين يتساءلون عن كيفية العودة بعد الحج”، لافتة الانتباه إلى قول أحمد إن “الخطوط السعودية” عرضت تغطية كلفة نقل التذاكر إلى خطوط أخرى، إلا أن فترة الحج المزدحمة تجعل من تأمين رحلة العودة أمراً صعباً”.
ويؤكد مدير المجلس الإسلامي الأعلى في كندا إمام سيد السهروردي لـ”ناشونال بوست” قوله إن “الأمور اللوجيستية هي جزء واحد من المشكلة، فالحج هو شعيرة تعيش في وعي المسلمين كلهم”، منبهاً إلى أن “الحجاج من مونتريال إلى فانكوفر قد يجدون صعوبة للتعامل مع المشكلات الناجمة عن تغيير مسارات الحج”، فـ”سواء كانوا شباباً أو نساء أو كباراً في السن فإنهم سيشعرون بالتعب، لأن الحج شعيرة شاقة تجعل البعض مرضى”.
ويتابع السهروردي قوله: “إن البعض خائف من السفر باستخدام الجواز الكندي، في وقت توترت فيه العلاقات مع السعودية”، إلا أنه يؤكد أن “العديد منهم سيمضي في خططه للسفر، خاصة أنهم قضوا سنوات وهم يوفرون المال لهذه الرحلة التي لا تحدث إلا مرة في العمر”، داعياً الحكومة الكندية إلى “توفير الدعم والمساعدة للحجاج الذين قد يواجهون مشقات”.
وتختم “ناشونال بوست” تقريرها الذي نشرته بالعربية “وكالة الصحافة اليمنية”، بالإشارة إلى أن “الحكومة الكندية واصلت محادثتها مع السلطات السعودية، لكنها رفضت التراجع عن نقدها لسجل حقوق الإنسان”، وقال رئيس الوزراء جاستن ترودو إن حكومته “راغبة في تحسين العلاقات مع السعودية، لكنها لن تضحي بموقفها بشأن حقوق الإنسان”.
وكانت السعودية قد أوقفت، مساء الأحد 5 أغسطس / آب 2018، التعاملات التجارية والاستثمارية كافة مع كندا، وأمهلت السفير الكندي 24 ساعة لمغادرة البلاد، وسحبت سفيرها من أوتاوا، وذلك بسبب دعوة وزارة الخارجية الكندية الرياض إلى الإفراج عن نشطاء في حقوق الإنسان.
وأعلنَت “الخطوط الجوية السعودية” إيقافها الفوريّ للحجوزات والرحلاتِ إلى مدينة تورنتو في كندا بدءً من يومِ الإثنينِ 13 أغسطس / آب 2018، كما صدر تعميم بإيقاف العلاجِ في كندا، ونقل المرضى السعوديين هناك إلى دول أخرى، حسْبَ رغبتِهم.
وفيما وجَّه رئيس مجلسِ إدارة مجلسِ الغرف السعودية سامي العبيدي بإيقاف مجلسِ الأعمال السعوديّ الكندي وتعليقِ نشاطِه، ألغى المجلس زيارة رسمية له كانت مقررةً في أكتوبر / تشرين الأول 2018 إلى أوتاوا.