الولايات المتحدة / نبأ – “السعودية تحرم النساء أصواتهن المستقلة”. هذا العنوان ليس لمقال في صحيفة عربية بل في صحيفة “واشنطن بوست” التي تنشر، للمرة الثانية على التوالي، مقالاً باللغة العربية يتعلق بالمملكة، بعد افتتاحيتها التي نشرتها قبل أيام قليلة حول الأزمة الدبلوماسية السعودية الكندية.
تساءلت كاتبتا المقال، وديث إي تاكر، الأستاذة في تاريخ الشرق الأوسط في جامعة جورجتاون، ومريام آر لوي، أستاذة سياسات الشرق الأوسط في كلية نيوجيرسي، تساءلتا عن السبب الذي يدفع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى اعتقال الناشطة المدافعة عن حقوق الإنسان هتون الفاسي وزميلاتها بدل منحها منصباً وزارياً، كوزيرة لشؤون المرأة مثلاً، في إطار مسيرة الاصلاحات التي بدأها.
الجواب لدى الكاتبتين هو أن “عملية الاعتقال هذه تكشف عن رؤية ضيقة للدولة السعودية في عهد ولي العهد ووالده الملك سلمان، حينما يتعلق الأمر بمشروع الإصلاحات الخاصة بالمساواة بين الجنسين”.
وتستنتج الباحثتان بشأن ما يجري في السعودية أن “ما لا تريده الأخيرة أو لا تشعر بحاجتها إليه، هو الصوت النسائي المستقل من أي نوع”، فـ”الدولة تريد أن تقرر طبيعة ووتيرة الإصلاح، وأن تكون الناطق الوحيد باسم الإصلاح، وأن تستأثر بالفضل كله عن الإنجاز في مجال الإصلاح”، أما الناشطات من النساء، اللواتي “يجرؤن على الإصرار على التعبير عن آرائهن، أو المطالبة بمزيد من الحقوق فوق ما مُنِح لهن، فسوف يتعرّضن للجم والإسكات، من خلال فرض حظر على كتاباتهن، ومنعهن من التدريس والحركة، ثم من خلال سجنهن”، ذلك ما تختم به الكاتبتان مقالهما.