تتشعب الأسباب التي تقف خلف الأزمة السعودية الكندية، ولكنها تبقى جميعهاً ضمن السياق الحقوقي، حيث أن رفض كندا تسليم السعودية عدداً من معارضيها كان من أسباب الأزمة.
تقرير: ولاء محمد
يكمن خلف الأزمة التي افتعلتها السعودية مع كندا، أكثر من سبب. ليست مطالبة أوتاوا الرياض بالإفراج عن معتقلي الرأي ومنهم سمر بدوي السبب الوحيد للأزمة. فارتفاع أعداد المعارضين السعوديين في الخارج وتزايد عددهم في كندا بشكل خاص، حيث وصل إلى 360 طالب لجوء، يدل على ما كانت المملكة ترنو إليه من هذه الأزمة.
وبالفعل، فقد طالبت السعودية كندا بتسليم عدد من اللاجئين الذين باتوا مصدر قلق كبير لها، لكن طلبها قوبل بالرفض.
ودفع هذا الموقف السلطات الأمنية السعودية إلى الضغط على عائلات اللاجئين وابتزازهم من أجل عودة أبنائهم، ومن هؤلاء الناشط على موقع “تويتر” عمر بن عبدالعزيز، الذي حصل على اللجوء السياسي في كندا خلال عام 2013، وقد تعرض منزل عائلته في المملكة للاقتحام من قبل قوات الامن وتم تهديد شقيقه بالسجن إن لم يوقف عمر نشاطاته المعارضة في الخارج.
أيضاً، هناك إنصاف حيدر، زوجة رائف بدوي، وهو معتقل رأي في السعودية، وتقود زوجته حملة في الخارج بعد حصولها على اللجوء السياسي برفقة أبنائها في كندا أيضاً، بهدف الضغط على الرياض لإطلاق سراحه.
وللسعودية تاريخ طويل في تعقب المعارضين والضغط على دول اللجوء لتسليمهم إليها، ولم تقتصر الملاحقات على المعارضين من المواطنين فقط بل امتدت إلى الأمراء المعارضين واللاجئين من الأسرة الحاكمة في أوروبا؟
وبحسب هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، فإن السلطات السعودية قامت بين عامي 2015 و2017 باختطاف ثلاثة أمراء من أراضي دول الاتحاد الأوروبي.