خبراء: دول الخليج قد ترسل وحدات خاصة على الأرض لمواجهة “داعش”

الخليج/ فرانس برس- أكد خبراء أن انخراط دول الخليج المشاركة في التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضد ”المتطرفين“ والمقتصر في الوقت على الراهن على تنفيذ ضربات في سوريا، يمكن أن يرتفع مستواه من خلال إرسال وحدات خاصة على الأرض ولكن بشروط.

إلا أن دول الخليج الغنية بالنفط والتي تواجه مخاطر إلى جانب الولايات المتحدة، تتساءل في نفس الوقت عما ستحصل عليه في المقابل، كما أنها تخشى من استفادة الجار الإيراني.

وكتبت «راغدة ضرغام» في صحيفة الحياة أن «حلفاء الولايات المتحدة وأصدقاءها يهرولون لتلبية أولويتها العاجلة (بضرب داعش) بلا إصرار على استراتيجية واضحة وبتله تام عما يجب أن يتنبه إليه هؤلاء في عقر دارهم وفي حديقتهم الخلفية».

وأضافت: «هذا تماما ما حدث أخيرا في اليمن عندما سقطت العاصمة صنعاء في أيدي الحوثيين (أنصار الله) الموالين لإيران فبات اليمن مرشحاً للتحول إلى عنق السيطرة الإيرانية على مضيق باب المندب».

وتشير بذلك الى سيطرة ميليشيات الحوثيين المتهمين بتلقي الدعم من إيران على صنعاء في 21 ايلول/سبتمبر بالتزامن مع انطلاق طائرات دول الخليج للمشاركة في الضربات ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» في سوريا.

وبحسب الخبير «ماتيو غويدير» استاذ الدراسات الشرق أوسطية في جامعة تولوز الفرنسية، فان إمكانية ارسال الدول العربية قوات على الأرض في سوريا مرتبط أولا بقرار تركيا الزج بقواتها.

من جانبه، قال «فريديريك ويري» المتخصص في السياسات الأميركية في الشرق الأوسط لدى معهد كارنيغي للسلام، أن مشاركة أربع دول خليجية في العمليات ضد تنظيم «الدولة الإسلامية»، تبقى تتراوح في الوقت الراهن «بين البعد الرمزي والبعد العملاني».

واذا اتخذ قرار برفع مستوى انخراط دول الخليج في الحرب على تنظيم «الدولة الإسلامية»، فإن «ويري» لا يتوقع «إرسال وحدات عسكرية تقليدية ضخمة إلى الأرض، بل مجموعات صغيرة من القوات الخاصة الإماراتية والقطرية وربما السعودية».

ولن تشارك هذه الوحدات إذا ما تم إرسالها في القتال، بل ستكون في غرف عمليات لتنسيق حركة مسلحي المعارضة السورية والتعاون مع استخبارات المعارضة وتقديم المشورة والمعدات للمعارضة، بحسبما أفاد «ويري» الذي ذكر بأن دورا مماثلا سبق أن لعبته قطر والإمارات خلال الحرب على نظام الزعيم الليبي السابق «معمر القذافي» في 2011.

وأضاف «ويري»: «أعتقد أن الهدف الذي تريد دول الخليج تحقيقه من التحالف هو حصولها على ما يشبه الثمن المقابل من خلال توسيع الولايات المتحدة ضرباتها لتشمل قوات الرئيس السوري بشار الأسد».

وأثنت الصحف في الخليج خلال الأسبوعين الماضيين على دور دول الخليج التي اختارت أن تكون «في الجانب الصحيح» من الحرب على «الأيديولوجيا المتطرفة» التي يعتنقها تنظيم «الدولة الإسلامية» والتي تشكل خطرا على دول الخليج و«استقرارها».

إلا أن كتابا تساءلوا عن المقابل التي يمكن أن تحصل عليه دول الخليج لاسيما السعودية من الولايات المتحدة التي يمكن أن تنسحب بشكل ”مفاجئ“ من الحرب اذا ما اعتبرت انها حققت اهدافها.

وقال الكاتب الاماراتي «عبدالخالق عبدالله» أن «أميركا بعيدة عن الصدق في ما يتعلق بنواياها الحقيقية».

ويذكر «عبدالله» الذي يُدرس العلوم السياسية في جامعة الإمارات بـ«هذا الخوف الدائم من ان الامور تتأزم في كل مرة تتدخل الولايات المتحدة».

وبحسب «عبدالله»، فان «إيران اظهرت في اكثر من مناسبة انها تعرف كيف تستفيد من هفوات الولايات المتحدة، وهي يمكن ان تكون الآن المستفيدة من الحرب ضد داعش».

وتعبر أوساط مقربة من صناع القرار في الإمارات التي تشارك قواتها الجوية القوية في العمليات في سوريا، عن الخشية من تهميش السنة نتيجة فراغ ينشأ عن العمليات العسكرية.

وقال مسؤول إماراتي لوكالة «فرانس برس» طالبا عدم الكشف عن اسمه «نحن قلقون جدا إزاء إمكانية استفادة ايران من الوضع».