روسيا / وكالات / نبأ – تحت عنوان “الأميركيون باقون في سوريا بتمويل سعودي”، تساءل الكاتب في صحيفة “سفوبودنايا بريسا” الروسية، زاؤور كاراييف، عن وجهة أموال السعودية التي أعلنت أنها ستدعم بقاء قوات “التحالف الدولي” بقيادة الولايات المتحدة، في سوريا.
ويشير كاراييف، في مقاله، إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب “بدا على وشك سحب جنوده من سوريا، لكنهم لم يذهبوا بعيداً ويبدو أنهم لن يغادروا قريباً”. وأضاف “فكما تبين مؤخراً، خصصت الرياض ما لا يقل عن 100 مليون دولار لـ”التحالف الدولي” ضد تنظيم الدولة (داعش)، لدعم المشاريع في شمال شرق سوريا”، فـ”من غير المعروف بالضبط إلى أين ستذهب الأموال، مع أنهم يقولون إنها مخصصة للمشاريع الإنسانية”.
“لم يُقل بعد ما إذا كان المبلغ سيسدد دفعة واحدة أم لا، لكن إذا كانت الرياض تنوي الاحتفاظ بالأميركيين في سوريا، فعلى الأرجح سيتعين عليها تخصص ليس ملايين إنما مليارات الدولارات”، يضيف الكاتب.
وفي هذا الصدد، ترى المستشرقة الروسية كارينيه غيفورغيان، في حديث إلى “سفوبودنايا بريسا”، نشره موقع “روسيا اليوم” الإلكتروني، أن “ترامب لديه قنوات ضغط على السعودية. فالأخيرة، على مدى زمني طويل، لم تكن راغبة في الموافقة على هذه الصفقة، برغم تحذيرات واشنطن”.
وتتابع قولها: “الرياض تخشى من أن يغادر الأميركيون، فينهار التحالف المناهض لـ(الرئيس السوري بشار) الأسد بالكامل على الفور. سيكون ذلك ضربة مؤلمة جداً للمملكة”، مضيفة “هذا أحد الأسباب التي دفعتهم إلى هذه النفقات”. لكن، من ناحية أخرى، “ربما لا يرتبط الأمر كله بمشاريع عسكرية”، فغيفوفرغيان ترى أن السؤال الكبير هو “إلى من سيتم تحويل هذه الأموال، إلى أي حسابات وأي صناديق؟”، ثم تجيب: “إذا كانت مخصصة فعلاً للأميركيين، فهذا يعني بوضوح أن السعودية ستدفع لواشنطن على أمل أن يبقى آلاف عدة من العسكريين الأميركيين في سوريا”.
“وواقعة أن السعوديين يتحدثون عن بعض المشاريع الإنسانية قد تكون مرتبطة بالرغبة في إخفاء الغرض الحقيقي من المال”، في تحليل غيفورغيان، ومع ذلك، “يمكن لأحد ما أن يعتبر تمويل جيش آخر أمراً مهيناً، خاصة بعد الضغوط القوية من الولايات المتحدة”.