السعودية/ نبأ (خاص)- تحاول المملكة السعودية أن تلعب دورا كبيرا في المنطقة العربية وذلك من خلال السعي في مدّ نفوذها من الخليج الى شمال افريقيا، وهي في ذلك تتدخل وتدعم طرفا على حساب آخر، وذلك كما يجري في مصر وليبيا وكذلك في سوريا والعراق واليمن.
ويذهب محللون إلى أن السياسة السعودية تقوم على محورية العداء لإيران ولمجموع حركات الإسلام السياسي، في حين أنها بدأت تمارس توسيعاً لدائرة الأعداء لأسبابٍ تكتيكية، وذلك من خلال شمول الدائرة لبعض التنظيمات التكفيرية المقاتلة، في الوقت الذي تظلّ المملكة حريصة على احتواء ودعم بقية التنظيمات السلفية، واعتبارها جزءاً من الحلفاء، مثل الاحزاب السلفية التكفيرية في الكويت ومصر.
وفي مصر وليبيا حاربت المملكة جماعة الاخوان المسلمين بكل ما اوتيت من قوة، فأرسلت الاموال لمصر، والسلاح والتمويل للجماعات التي يقودها خليفة حفتر ضد حكم الاخوان في ليبيا
يرى مراقبون ان النظام السعودي يلعب بالنار في ادارة الملفات العربية المختلفة لا سيما في سوريا والعراق، وقد ادى تدخله في هذين البلدين الى صعود تنظيم داعش والذي بات خطرا حقيقيا يهدد المنطقة كلها، كما تدخلت المملكة في البحرين لقمع الانتفاضة الشعبية السلمية.
وفي اليمن تقوم المملكة بالتحريض على جماعة الحوثيين وقد اشار وزراء داخلية دول مجلس التعاون بصراحة الى هذا الموضوع في اجتماعهم الاخير حيث أعلنوا أنهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي تجاه ما يحدث في اليمن، ولعل التفجير الانتحاري الذي ضرب تجمعات مدنية للحوثيين وأدى الى مقتل المئات منهم يأتي في هذا السياق.
وتعمل السعودية على اثارة البلبلة في الدول العربية التي تتمتع بنظم حكم جمهورية، كما سهلت الرياض نمو الجماعات الارهابية طوال سنوات، وصارت مؤخرا تقدم نفسها على انها ستخلص العالم من الإرهاب بعد ان دفعت الشعوب العربية الفاتورة من دماء ابنائها وتقدم بلادها.
يقول مراقبون ان النظام السعودي يحاول الآن إعادة بناء النظام العربى المتآكل منذ غزو الكويت. لكن المشكلة تكمن في ان هذا النظام يعتقد أنه يمكنه البناء وفقا لنفس المرتكزات السابقة التى أدت لانهيار النظام القديم. لذلك يدعو هؤلاء السعودية الى إصلاح بيتها الداخلي وتجديد الخطاب الديني لغلق الباب أمام موجات تكفيرية قادمة ستكون أشد عنفا وخطرا.