دولي/ نبأ (خاص)- موافقة من شبه المؤكد أن مهمة إقناع الأطراف الخليجيين بها لن تكون صعبة أو بعيدة المنال، وعود متجددة بمساحات نفوذ في المنطقة التركية شمال سوريا أو الإسرائيلية جنوبها أو في أية بقعة من بقع الصراع تمكنها ترضية خواطر الملوك والأمراء وتهدئة مخاوفهم من شبح الخلافة العثمانية.
بحسب ردود الأفعال الجارية بخصوص التحالف على الإرهاب، فإنه من الواضح أن إيران وروسيا وحلفاءهما يدركون أبعاد المسار الذي أطلقته الولايات المتحدة في المنطقة واحتمالاته المستقبلية وكيفية التصدي لمخاطره، في رؤية موسكو أن سوريا اليوم هي رأس حربة الصراع الذي يتوقع أن يفضي إلى نظام عالمي جديد، رؤية يبني عليها المسؤولون الروس مواقفهم وخطواتهم العملياتية. هم يدركون جيدا أن تحذيراتهم من إقامة منطقة عازلة على الحدود السورية التركية من دون اللجوء إلى مجلس الأمن قد لا تلقى آذانا صاغية لدى الغرب، تماما كما لم تلق دعوتهم إلى تمرير عمليات التحالف الدولي ضد داعش عبر المجلس آذانا مماثلة.
وعليه تضع روسيا على رأس أجندتها احتمال انزلاق من يسمون أصدقاء سوريا إلى مغامرة جديدة لا تقل خطورة عما سبقها، تماما كما تفعل إيران راهنا، زيارة قائد فيلق القدس قاسم سليماني إلى سوريا ولقاؤه الرئيس بشار الأسد وإرسال طهران صواريخ وقذائف هاون وطائرات من دون طيار إلى القوات المسلحة السورية بعض من الرسائل التحذيرية للخصوم والتطمينية للأعداء.
رسائل أتقن حزب الله اللبناني بدوره توصيلها جيدا، إستهدافه دورية إسرائيلية في بلدة شبعا قبل أيام لم يكن خارج السياق، أرادت المقاومة أن تقول إن أي عدوان جديد على سوريا أو أي جنوح نحو كسر موازين القوى لن يبقي إسرائيل خارج دائرة النيران، بين ليلة وضحاها يمكن أن ينقلب المشهد في جنوب لبنان من هدوء الهدنة إلى صخب الحرب، حرب لن تقتصر على إطلاق آلاف الصواريخ على المستوطنات الإسرائيلية بل قد تشمل تحرير مناطق في الجليل الأعلى.
وإذا أضيفت إلى ما تقدم احتمالات تجدد المواجهات الشاملة بين أنقرة والمتمردين الأكراد يصبح المشهد شديد الوضوح، المنطقة برمتها معرضة لخطر انفجار كبير لن يقتصر على حدود سوريا والعراق، خطر تبدو معادلة "عليّ وعلى أعدائي" عنصرا متقدما في سيناريوهاته التي لم تعد مستبعدة على الإطلاق.