دولي/ نبأ (خاص)- في ظل مواصلة تنظيم داعش تقدمه في مدينة عين العرب الكردية وتصاعد الحديث عن إقامة منطقة عازلة على الحدود السورية التركية، برزت التحذيرات الإيرانية للتحالف الأمريكي الخليجي من أي عمل يمكنه إحداث تغيير جذري في سوريا. تحذيرات تجلي قلق الروس والإيرانيين وحلفائهم مما ستؤول إليه عمليات التحالف، وتفتح الباب على احتمالات تفجيرية لم تعد مستبعدة على الإطلاق.
"لن نسمح بإسقاط الرئيس بشار الأسد أو أي من حلفاء إيران في محور المقاومة وأي عمل يمكنه إحداث تغيير جذري في سوريا ستترتب عليه عواقب وخيمة"، هذا ما قاله معاون وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية حسين أمير عبد اللهيان على هامش ملتقى العراق والتحالف ضد داعش في طهران، قول يجلي تصاعد قلق الروس والإيرانيين وحلفائهم مما ستؤول إليه عمليات هذا التحالف، بحكم المنطق يحق لما يعرف بمحور المقاومة أن يتوجس، جميع المعطيات تفيد بأن المسار المتبع حاليا من قبل الغرب وحلفائه يستهدف حزّ رأسه في نهاية المطاف.
المعركة الدائرة في كوباني صورة واضحة من ذلك التغول الأمريكي التركي الخليجي، كل من هؤلاء يريد الإستثمار في دماء الأكراد، أنقرة على رأس القائمة، بالنسبة إليها لا جدوى من أي تدخل عسكري ضد داعش ما لم يتم ضمان إقامة منطقة عازلة على الحدود السورية التركية وإقامة منطقة حظر جوي شمال سوريا وغربها وتدريب ما تسمى المعارضة السورية المعتدلة، باختصار لن تتعاون تركيا مع أطراف التحالف الدولي ضد داعش قبل أن يُطمس حلم الأكراد السوريين بالإستقلال أو الحكم الذاتي وتُضرب فاعلية الطيران السوري وتُعبّد الطريق أمام مجموعات إرهابية لا تقل تطرفا ووحشية عن الدواعش.
شروط لا يبدو أن الغرب سيصمد أمامها طويلا، فرنسا أعلنت مبكرا إنضمامها إلى جوقة المطبلين للمنطقة العازلة، أما الولايات المتحدة فلا زالت متريثة حيال هذا المقترح، صحيح أنها أعلنت أن فكرة أنقرة غير مطروحة للتباحث الآن إلا أنها تركت المجال مفتوحا أمام تأويلات من كل حدب وصوب، بمعنى آخر، لم تبد واشنطن رفضها المطلق للمشروع التركي، مباحثات جنرالها جون آلن مع المسؤولين الأتراك وما ستتبعها من محادثات عسكرية متصلة من شأنها تجلية الموقف حتما، ربما يستفيق العالم ذات صباح قريب على خبر موافقة الغرب على مطلب السلطان العثماني.