إلى جانب استغلالها لفريضة الحج على الصعيد السياسي تسعى السلطات السعودية إلى تحويل الفريضة المباركة إلى موسمٍ تجاري يبتغي الربح فقط، لتظهر بذلك التفاوت الطبقي المادي بين الحجاج، على خلافِ ما تدعو إليه الفريضة المباركة من تساوٍ روحاني بينهم.
تقرير: محسن العلوي
بالتزامن مع انتهاء موسم الحج، نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” تقريراً أشارت فيه إلى أن التوسعات الأخيرة التي أجرتها السلطات السعودية على الحرم المكي لن تستوعب جميع المسلمين الراغبين في الحج، لكنها خدمت بشكل أكبر “الحجاج الأثرياء”. كذلك، استعرضت الصحيفة الانتقادات الموجهة إلى تلك التوسعات.
وقالت الصحيفة، في التقرير، إن “منتقدي التوسعات يرون أنها جاءت على حساب التراث الثقافي والروحاني لمكة المكرمة، مما أثر على روحانية الحج، حيث تم تدمير العديد من المواقع الإسلامية التاريخية في السنوات الأخيرة لإفساح المجال أمام الفنادق الفاخرة الشاهقة ومراكز التسوق التي تلبي حاجات الحجاج الأثرياء فقط، والتي حجبت الكعبة عن أنظار الكثيرين”.
وأضافت الصحيفة “هناك ما لا يقل عن مليون و700 الف حاج أجنبي دخلوا السعودية في موسم الحج للعام الحالي، وسط مطالبات متزايدة بشأن السلامة بعد وقوع حوادث مميتة، الأمر الذي دفع الحكومة السعودية بتوسيع منشآت الحج بسرعة لتستوعب المزيد من أعداد الحجاج”.
وتؤكد الصحيفة أنه “بمعدل ثلاث ملايين شخص أدوا مناسكهم في الحج، سيكون من المستحيل على جميع مسلمي العالم أن يؤدوا واجباتهم الدينية في موسم الحج”. وتقول الصحيفة إن “كل المسلمين قادرين على إكمال الحج ويفترض عليهم القيام بذلك مرة واحدة على الأقل في حياتهم”.
في المقابل، ذكرت الصحيفة أنه “ليس كل من يريد الحج يستطيع أن يفعل ذلك بسهولة، وملايين المسلمين في جميع أنحاء العالم ينتظرون سنوات للحصول على الفرصة، ويمكن أن تكون التكاليف باهظة جدا، ومن الصعب الحصول على التأشيرات”، فـ”الدول ذات العدد الكبير من المسلمين لا يمكنها إرسال سوى جزء صغير من مواطنيها للحج، ما دفع بعض تلك الدول إلى أن تشتكي من أن تخصيص الحصص ليس شفافاً بشكل كاف، وأنه يجب أن يقوم على الطلب وليس على السكان المسلمين”.