تسهم العقوبات الأميركية على إيران في تمتين تقارب طهران مع كلٍّ من أنقرة والدوحة على الصعيدين السياسي والاقتصادي.
تقرير: محسن العلوي
جدّد الرئيس الإيراني حسن روحاني، في اتصال هاتفي مع أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، دعم بلاده للدوحة في مواجهة العقوبات غير القانونية، في إشارة إلى المقاطعة الخليجية لقطر.
وأشارت وكالة الأنباء الإيرانية “إرنا” إلى أن روحاني ثمّن الموقف القطري من الاتفاق النووي الإيراني، داعياً إلى توسيع وتمتين العلاقات مع دولة قطر، واصفا إياها بـ”البلد الصديق في هذه المنطقة الحساسة”. وأضاف “هناك العدید من الفرص لتطویر التعاون في المجالات السیاسیة والاقتصادیة بین إیران وقطر، ولیس هناك عائق أمام دعم هذا التعاون المشترك”.
ويؤكد مطلعون على التقارب الإيراني القطري المتسارع أن العقوبات المفروضة على إيران تساهم في مزيد من التقارب بين طهران والدوحة، إذ ثمة جميل تحفظه الدوحة لطهران، يتعلق بتعاملها مع المقاطعة السعودية ــ الإماراتية لها، وموقف الحكومة الإيرانية الذي أسهم في منع محاصرة قطر جغرافياً وتجارياً.
وكان الرئيس الإيراني قد أبدى استعداد بلاده للإسهام في مشاريع كأس العالم لكرة القدم التي ستستضيفها الدوحة في عام 2022، مشدداً على ضرورة تشجيع رجال الأعمال والمستثمرین في البلدین وبذل الجهد لتسهیل نشاطاتهم. ولفت روحاني الانتباه إلى أن تعزیز التعاون في الموانئ والبحار، وإحداث خط ملاحي مشترك، یمكن أن یساعدا التجارة بین البلدین إلى حدّ كبیر.
بدوره، دعا آل ثاني إلى تطویر شامل لعلاقات قطر مع إيران، مؤكداً أهمية موقف إیران الداعم لقطر في مواجهة دول المقاطعة، مجدداً رفضه انتهاك الاتفاق النووي والتصعيد بين واشنطن وطهران.
ينسحب تسارع التقارب القطري الإيراني الأمر أيضاً على العلاقات الإيرانية ــ التركية، الآخذة في التصاعد، خصوصاً في جانبها الاقتصادي، حيث بدأت شركات تركية تَرِث الشركات الأوروبية المغادرة هرباً من العقوبات. ويرى محللون أن المصالح المشتركة والتبادلات التجارية تفرض نفسها على سياسة الحكومتين التركية والإيرانية في مرحلة العقوبات الأميركية، وهو ما علّق عليه وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف، بالقول إن تركيا “تأتي على رأس الدول التي نتفاهم معها بأفضل شكل في المنطقة”.