السعودية / نبأ – انتهى الخلاف التصادمي بين حكومتي أنقرة والرياض، وضمناً معه انتهى العداء السعودي ـ القطري، وانتهت المواجهة التركية ـ المصرية، هذه الخلاصة المحسومة أكد عليها مرجع ديبلوماسي عربي لصحيفة البناء اللبنانية، مشيراً إلى أن الأهم في التفاهم القائم هو التشارك في العداء لسوريا بين تلك المحاور المختلفة، وهو ما يتوضح من تقاسم هذه الدول لمهمة إستضافة معسكرات تدريب خاصة بالمعارضة السورية، وتحديداً المعارضة التي تُرضي واشنطن وتقبل بها شريكاً في التحالف ضد الإرهاب.
السعودية، قطر، وتركيا تستقبل المعارضة السورية، بناءاً على الطلب الأمريكي، وهو استقبال يتضمن تسليحها وتجهييزها لتكون مهيأة لتسلم المناطق التي تخليها وحدات تنظيم داعش مع حلول العام القادم، وفق المخطط المرسوم، وتقديم الدعم لها كي تتمكن من حماية المناطق التي توضع بعهدتها. ومن اللافت أن البيت الأبيض الذي سبق ان أعلن تكليف السعودية برعاية ما أسماها بالمعارضة المعتدلة؛ أعلن ليل أمس أن تركيا ستتولى جزءا اساسيا من المهمة أيضاً، وهي مهمة أعلنت أنقرة قبولها، بحسب المصادر الدبلوماسية الأمريكية.
واشنطن التي رعت التفاهم الجديد، حسمت الملف مع الرئيس التركي أردوغان، وبعد إسقاط نظريته بشأن مشروع المناطق العازلة، وبعد تقديم الإعتذار السري من جانب نائب الرئيس الأميركي جو بايدن بعد التوبيخ العلني. وانطلاقاً من هذا التفاهم، أُحيل ملف التفاوض الإقليمي مع إيران إلى السعودية وأن تتولاّه الرياض بنفسها. وقد حسمت أحداث اليمن الحاجة لتدعيم الوضع في الخليج، وبالتالي ترسيخ مرجعية السعودية، ومن غير منافسة تركية.
هذا التطور، بحسب محللين، يعني تسريعا امريكيا للتفاوض الإقليمي مع إيران، وإنهاءاً للملفات التي تعوق هذا التفاوض.
إلا أنّ متابعين، وبالنظر إلى التحولات المتسارعة في المنطقة، يُطلقون عدداً من الأسئلة فيما يخص انتهاء الخلاف التصادمي بين حكومتي أنقرة والرياض فعليا؟ وما إذا انتهى العداء السعودي القطري، وإلى أيّ مدى انتهت – فعلا – المواجهة التركية المصرية؟ أمّ أن كلّ هذا التقارب والتفاهم هو انشداد لمصلحة مؤقتة أرادتها الولايات المتحدة، تحت عنوان التحالف ضد الإرهاب، لتبدأ بعدها مرحلة أخرى من التشظي والخلافات البينيّة.