بعد صدور تقرير الخبراء الأممين عن تورط الغرب في اليمن والتي ترتكبها السعودية وتحالف العدوان، علا التحذير الأميركي من التمادي السعودي والانغماس بالعدوان عبر ارتكاب جرائم حرب بشكل مضطرد.
تقرير: سناء ابراهيم
يتزايد السخط داخل الإدارة الأميركية بسبب العدوان على اليمن وانغماس واشنطن بالحرب الدامية التي تحولت إلى كارثة إنسانية بسبب الجرائم التي تفتك بأرواح المدنيين، وقد وجَّهت وزارة الحرب الأميركية تحذيراً إلى السعودية بأنها تستعد لخفض الدعم العسكري والاستخباراتي لعدوانها على اليمن، إذا لم يُظهر السعوديون أنهم يحاولون تقليل عدد القتلى المدنيين نتيجة الغارات.
وأشارت شبكة “سي أن أن” التلفزيونية الأميركية إلى أن موقف “البنتاغون” جاء بعد غارة على حافلة مدرسية على منطقة ضحيان في شمال اليمن أسفرت عن استشهاد 40 طفلاً في 9 أغسطس / آب 2018، ونقلت الشبكة عن مصدرين مطلعين بشكل مباشر على موقف “البنتاغون” قولهما إن الإحباط يتزايد، وإن وزير الحرب الأميركي جيمس ماتيس والجنرال جوزيف فوتيل، قائد عمليات الجيش الأميركي في الشرق الأوسط، يشعران بقلق من أن الولايات المتحدة تدعم الحملة التي تقودها السعودية والغارات التي قتلت عدداً كبيراً من المدنيين.
بدورها، اعتبرت صحيفة “نيويورك تايمز” أن السخط المتزايد داخل الولايات المتحدة بسبب الحرب التي تحولت إلى كارثة إنسانية في اليمن، يتبلور بتصريح قائد القوات الجوية الأميركية في الشرق الأوسط، الجنرال جيفري هاريجيان، والذي أكد أن على السعودية أن تكون أكثر استعداداً للتحقيق في غارة جوية استهدفت حافلة أطفال باليمن وأدت إلى مقتل 40 طفلاً.
وأشارت “نيويورك تايمز” إلى أن تعليقات هاريجيان تعد أحدث تعليق علني وأكثرها “فظاعة” على الحرب التي تقودها السعودية، في وقت يسعى فيه كبار المسؤولين العسكريين الأميركيين في “البنتاغون” وأيضاً مسؤولو الدبلوماسية الأميركية إلى محاولة إبعاد الولايات المتحدة عن الصراع، الذي بات يواجه أسئلة متزايدة، خاصة في ظل الدعم الأميركي، وهو الأمر الذي يتجدد مع كل ضربة خاطئة.
كما كشفت الصحيفة عن أن مستشارين أميركيين يقولون إنهم لا يمنحون الموافقة بشكل مباشر أو غير مباشر للأهداف التي تقصفها السعودية، وإنما “يقدمون المشورة بشأن إجراءات الاستهداف، من أجل منع وقوع إصابات بين المدنيين”.