يفقد مشروع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قوة الدفع بسبب إلغاء أول خطواته. يعود السبب في ذلك إلى الغموض المالي في شركة “أرامكو” الذي يخشى المسؤولون السعوديون انكشافه.
تقرير: هبة العبدالله
تبتعد شركة النفط السعودية “أرامكو” عن كل الإجراءات التي تتعلق بالشفافية. تكمن كلمة السر في إلغاء طرح 5 في المئة من أسهم الشركة للاكتتاب العام، كما تمكن في إعاقة الاستحواذ على 70 في المئة من الشركة السعودية للصناعات الأساسية “سابك”.
فعملاق النفط السعودي، “أرامكو”، يسعى إلى شراء حصة كبيرة من عملاق البتروكيميائيات السعودية “سابك”. ويتمثل الهدف الأول من صفقة الاستحواذ على “سابك” باستخدام ميزانيتها الخالية من الديون لتمويل المشاريع الاستثمارية في السعودية.
لكن تمويل عملية الاستحواذ الكبيرة تتطلب دعماً بالقروض المصرفية أو استغلال مستثمري السندات. وثمة مشكلة، بحسب “بلومبيرغ”، في أن إصدار سندات عالمية بقيمة ضخمة يتطلب من “أرامكو” أن تكشف عن نتائجها المالية بالتفصيل للمرة الأولى في تاريخها.
ودفعت خطورة فتح سجلات “أرامكو” أمام التدقيق الخارجي ولي العهد السعودي إلى إلغاء طرح عام أولي للشركة الذي سوق له كخطوة انفتاحية ذات منافع لم يتم السير بها في ما بعد، لأن المسؤولين في الحكومة السعودية كما في “أرامكو” يفضلون دائماً الحفاظ على سرية الأمور وإبقاء دفاتر الشركة طي الكتمان. وهذا يعني أن ثمة ما لا يسير على ما يرام وأن السعودية تخشى انكشاف ذلك.
هكذا، تسببت أزمة الشفافية في إلغاء طرح “أرامكو” للاكتتاب العام وفي تعثر اقتراض 70 مليار دولار لإكمال الاستحواذ عى حصة استراتيجية من “سابك”، مما يعني تعثر إصلاحات ابن سلمان الذي أختار أول لقب له كمحارب للفساد قبل أن يهزم في هذه المعركة.
برأي محرر الشؤون الدولية في صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية ديفد غاردنر، فإن “أكثر ما يزعج ولي العهد في إلغاء الخطوة الحاسمة في عملية الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي أنها، من دون أدى ريب، تنتقص كثيراً من هيبته، وهذا ما يفسر التزامه الصمت في الآونة الأخيرة. فهو سيحتاج حشد براعته في العلاقات العامة لتوضيح الخطوة التالية في عملية الإصلاح أمام مؤيديه ومنتقديهط.