تطفو الانشقاقات داخل العائلة الحاكمة في السعودية على السطح، مرة أخرى، حيث تسببت الإطلالة الأخيرة والمثيرة للأمير أحمد بن عبد العزيزن، نجل الملك المؤسس وشقيق الملك الحالي، في جدل كبير أعاد الى الأذهان سيناريو عام 1964 حينما تم عزل الملك سعود بعد صراع طويل على السلطة.
تقرير: محمد دياب
يقول خبراء في شؤون العائلة الحاكمة في السعودية إن تقدم الأمير السعودي، أحمد بن عبد العزيز، المشهد الرافض لما يحدث من جرائم ضد الشعب اليمني بإشراف شقيقه الملك سلمان ونجله محمد بن سلمان ولي العهد، علامة على وصول الرفض إلى حد مهم.
كان أحمد بن عبد العزيز قد تمكن من مغادرة السعودية في نوفمبر / تشرين الثاني 2017 قبل ساعات من تنفيذ عملية احتجاز الأمراء، بعد أن شغل منصب نائب وزير الداخلية في السعودية، كما أنه أحد أبناء الملك المؤسس، وأحد “السديريين السبعة”.
وفي مقطع الفيديو الذي تداوله ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي قبل أيام، ظهر الأمير السعودي وهو يناشد المتظاهرين الغاضبين بأن أسرة آل سعود لا دخل لها بهذه السياسة وأن المسؤولية تقع كاملة على الملك سلمان وولي عهده.
وفي تداعيات تصريح الأمير احمد بن عبد العزيز على الداخل السعودي، كشف ناشطون بأن تصريحات الامير أحمد دفعت الجيش السعودي والحرس الوطني لإعلان حالة الطوارئ الكاملة.
لم يقف الأمر عند هذا الحد، حيث كشف موقع “تاكتيكال ريبورت” الاستخباراتي، نقلاً عن مصادر سعودية مطلعة، أن الملك سلمان بن عبدالعزيز، يشعر بغضب شديد من تصريحات أخيه الأمير أحمد بن عبد العزيز، وطلب منه العودة سريعاً إلى المملكة لتجديد بيعته.
وبعد تداول فيديو الأمير أحمد، برز على “تويتر” وسم #نبايع_أحمد_بن_عبدالعزيز_ملكاً طالب فيه النشطاء الأمير السعودي بضرورة التدخل لإنقاذ الموقف المتأزم، داعين إلى إنهاء زمن الملكية والمبايعات والعمل ضمن نظام انتخابي.
وكانت صحيفة “إندبندنت” البريطانية قد كشفت، قبل ثلاثة أعوام، عن تصدر الأمير أحمد بورصة الأسماء المرشحة لتولى أمور المملكة في حالة الاطاحة بأخيه ونجله من سدة القرار. وأكدت الصحيفة أن 8 من 12 باقون على قيد الحياة، من أبناء الملك عبد العزيز آل سعود مؤسس المملكة، يدعمون خطوة الإطاحة بالملك سلمان “الحاكم المتعثر”، ليحل محله الأمير أحمد بن عبد العزيز، ما يعيد إلى الأذهان سيناريو عام 1964 عندما تم عزل الملك سعود من قبل الملك فيصل بعد صراع طويل على السلطة.