برغم المحاولات الحثيثة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان في ايجاد الحلول ووضع الخطط الاقتصادية والاجتماعية عبر مستشاريه، لا تزال هناك معارضة داخل أسرة آل سعود لطموحاته التي يراها بعض الأمراء أنها مدمرة للمملكة ولكيانهم، مما يعيد طرح السؤال: هل تتكرر حملة “ريتز كارلتون”؟
تقرير: محمد دياب
يبدو أن الدعم الكامل من الملك سلمان بن عبد العزيز، لولي عهده محمد، لا يسير بسلاسة خاصة أن الأخير ضرب كل الملاحظات التي وجهت لسياسته الداخلية والخارجية عرض الحائط.
يرى المحلل الأميركي سيريل ويدرشوفن، في مقاله في موقع “أويل برايس” الإلكتروني الأميركي المتخصص في أخبار النفط والغاز، أن التغيرات الكبرى في السعودية لن تتم من دون ثمن يتجلى في انعدام الاستقرار والصراع، وربما الأزمات.
ويشير ويدرشوفن، في مقاله/ إلى ما شهدته المملكة في عام 2017 من اعتقال العديد من الأمراء ورجال الأعمال بفندق ريتز كارلتون في الرياض ضمن ما قالت السلطة إنها حملة محاربة للفساد، وقال معارضون إنها محاولة للإخضاع والابتزاز.
ويؤكد أن التأجيل المتكرر للطرح الأول لشركة النفط السعودية “أرامكو” وتعثر المشاريع العملاقة التي عهد بها إلى صندوق الثروة السيادي، والتغييرات الطارئة على النسيج الاجتماعي، قد تقوض مكانة ولي العهد، مما يدفع به الى تنفيذ حملة احتجازات أخرى في فندق “ريتز كارلتون” الشهير في الرياض.
وإلى جانب الانتقادات الداخلية، تتزايد الانتقادات الدولية للتغيرات الجارية في المملكة، حيث أن سياسات ابن سلمان أصبحت هدفا مفضلاً لوسائل الإعلام الغربية.
ومن آخر ما تناولته وسائل إعلام عربية ودولية عن فصول الصراع داخل بيت آل سعود الخلاف بين الملك وأخيه الأمير أحمد بن عبد العزيز، إذ انتقد الأخير طريقة معالجة العدوان اليمن، ووجه اللوم في هذا الأمر للملك وولي عهده.
ويقول المحلل الأميركي إن المعارضة الداخلية وعدم الرضا على ما يقوم به ابن سلمان والسلطة التي تركزت بين يديه ما تزال موجودة، فالعديد من أعضاء الأسرة الحاكمة يرون أن ولي العهد قليل التجربة، ومتهور.
وفي الوقت الذي حظي فيه ابن سلمان بضوء أخضر لكي يضع رجاله في مؤسسات الدولة لتكريس سلطته، تنتظر العديد من الجهات بالأسرة الحاكمة الفرصة المواتية لاسترجاع بعض من نفوذها المفقود، مما يعني أن شن حملة مماثلة لما تم بفندق الريتز عام 2017 ليس وشيكا، لكنه غير مستبعد.
ويخلص ويدرشوفن إلى القول إن الأشهر القليلة المقبلة ستكون حاسمة لمستقبل ولي العهد.