أقدمت عدد من آليات القوات الأمنية السعودية على تدمير مضائف حسينية في منطقة القديح في غرب منطقة القطيف، في المنطقة الشرقية للسعودية. وأكد شهود عيان أن قوات الأمن عاثت فساداً في المملتكات الخاصة، التي تبرع بها الأهالي تمهيداً لإحياء مجالس أبي عبد الله الحسين (ع) في العام الحالي.
هو مشهدٌ يعيد بنا الذاكرة إلى سلسلة الإعتداءات على المآتم والحسينيات في المنطقة الشرقية، والتي تباهت بها القوات الامنية تحت حجة الحفاظ على الأمن والأمان.
تقرير: محسن علوي
أقدمت عدد من آليات القوات الأمنية السعودية في المنطقة الشرقية على تدمير عدد من المضائف والمآتم الحسينية في بلدة القديح.
وأكد شهود عيان أن القوات الأمنية استباحت كل شيء من دون احترام أي ممتلكات خاصة أو عامة، بل من دون احترام للشعائر المقدسة التي يمارسها أبناء المنطقة. يذكر هذا الاعتداء بالصولات والجولات التي قامت بها القوات الأمنية السعودية، فقط من أجل إزالة شعارٍ طالما أحيته المنطقة وسكانها، “لبيك يا حسين”.
ففي العام الماضي، وفي خطوة استباقيّة للحدّ من أثر المآتم والمواكب وتمدّدها وتطوّرها، قام محافظ القطيف خالد الصفيّان باستدعاء عدد من الخطباء و القائمين على المآتم الحسينيّة وأملى عليهم عدداً من الشّروط، أبرزها حظر نشر الرّايات والأعلام في الميادين والشّوارع العامّة، الإقتصار على وضع مكبّرات الصّوت داخل الحسينيّات، وعدم خروج مواكب العزاء في الشّوارع.
حدث ذلك في ظل الخراب الهائل الذي لحق بـ “حي المسوَّرة” في بلدة العوامية بالقطيف، حيث اجتاحت القوات الامنية البلدة وهدمت الحيّ الأثريّ واستباحت البلدة هدماً وتخريباً وقتلاً واعتقالاً وتشريداً لثلاثة أشهر.
كذلك في عام 2014، شهدت المنطقة سلسلة هجمات إرهابيّة نفّذها تنظيم “داعش” على المساجد والحسينيّات في الأحساء والقطيف، أبرزها كان العملية الإرهابية التي استهدفت ليلة العاشر من المحرم، “حسينيّة المصطفى” في قرية الدّالوة في الأحساء حيث أطلق عددٌ من الإرهابيين النّار على المعزّين.
برغم هذا الاعتداء، والقتل والترهيب والتفجير الذي أصاب الأهالي، كانت تخرج الجموع الغفيرة، والمواكب الكبيرة، زارعة الاعلام والرايات، ناشرة السّواد على جدران البيوت، ومكبّرات الصّوت تدوّي في كل القرى مرددة الشعار الحسيني العظيم، “هيهات منا الذلة”.