السعودية / وكالات – عاد أول فوج من المقاتلين السوريين الذين يتم تدريبهم في السعودية على يد القوات الأمريكية ضمن برنامج تدريبي أمريكي تحت عنوان ” تدريب المعارضة السورية المعتدلة”.
وأكدت مصادر صحفية أن 150 مقاتلا من حركة “حزم” وجبهة ثوار سوريا قد تم تدريبهم لمدة 15 يوما في السعودية تحت إشراف القوات الأمريكية عادوا إلى سوريا عبر الحدود مع تركيا.
وفي نفس السياق، أفاد قيادي في جبهة “ثوار سوريا” إلى أن دفعة أخرى من مقاتلي الجبهة سيتوجهون إلى السعودية قريبا من أجل المشاركة في البرنامج التدريبي الذي تشرف عليه الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن الجبهة تسلمت من أمريكا شحنات أسلحة شملت بنادق آلية وذخائر ومضادات دروع، كما تسلمت حركة “حزم” مسبقا أسلحة وذخائر من الولايات المتحدة في بداية العام الحالي.
وكان الكونغرس الأمريكي قد أقر خطة للرئيس أوباما في سبتمبر الماضي، تقضي بتدريب 5 آلاف مقاتل سوري، ممن سماهم “المعتدلين”، بقيمة نصف مليار دولار، وذلك في ضمن إطار خطة أوباما الرباعية لمواجهة الدولة الإسلامية (داعش) والتي تقضي بنودها بتنفيذ غارات جوية ضد مقاتلي الدولة الإسلامية اينما كانوا، وزيادة الدعم للقوات البرية التي تقاتل داعش سواء القوات الكردية أو العراقية و المعارضة السورية “المعتدلة”، بحسب الخطة، ومنع مصادر تمويل الدولة، وأخيرا مواصلة تقديم المساعدات الإنسانية للمدنيين.
وكانت السعودية قد أعلنت موافقتها على طلب أمريكي باستضافة معسكرات تدريب المقاتلين السوريين، حيث أعلن البيت الأبيض ذلك بعد مكالمة هاتفية بين ملك السعودية وباراك أوباما في الحادي عشر من سبتمبر الماضي، قبل موافقة الكونغرس على خطة أوباما.
وتشارك السعودية مع أربع دول عربية أخرى هي قطر والبحرين والإمارات والأردن في تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة وتشارك فيه فرنسا وبريطانيا وبلجيكا والدانمارك لمواجهة الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) المتمدد في العراق وسوريا.
وحركة حزم، التي يشارك مقاتلوها في برنامج الولايات المتحدة التدريبي، هي حركة معارضة للنظام السوري نشأت بعد توحد أكثر من عشرين فصيلا من الفصائل المقاتلة في سوريا والانضواء تحت لواء حركة واحدة باسم حركة “حزم” تحت إشراف الجيش السوري الحر، وذلك في شهر يناير الماضي.
من جهته وصف المحلل العسكري في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، جيفري وايت، حركة حزم بأنها تتمتع بالمميزات التي تجعلها مرشحا جيدا للحصول على المساعدات الأمريكية.
وعد وايت من تلك المميزات بأن الحركة لديها رؤية علمانية ومنظمة من المنظور العسكري، كما أن لديها عتادا جيدا من الأسلحة الثقيلة، ولديها وحدات تعمل في كل أنحاء سوريا ولديها سجل جيد في مواجهة قوات الأسد بحسب تعبيره.
وتتحدث تقارير عن امتلاك الحركة لعتاد عسكري ثقيل لا يتوافر لكثير من الفصائل العسكرية المقاتلة في سوريا رغم حداثة الحركة نسبيا وقلة عدد مقاتليها بالنسبة لمقاتلي الحركات الاخرى والذين تتراوح أعدادهم بين 10آلاف و 15ألف مقاتل؛ حيث يتنوع ذلك العتاد بين عربات مدرعة قتالية طرازات تي-72 و تي-62 وتي-55 وعربات مشاة من نوع بي أم بي-1.
كما تضم ترسانتها قطعا مدفعية وقذائف الهاون ومنها مدافع هاوتزر دي-30 ( وقطرها 122 مليمترا) و130 مليمترا أم-46 مدفعيات و82 مليمترا و 122 مليمترا قذائف هاون، وصواريخ غراد، وأسلحة مضادة للدبابات والتي تضم أر بي جي- 7 وربما أر بي جي -29 وصواريخ كونكور وساغار وتي أو دبليو الموجهة وأيضا تشمل الترسانة أسلحة مضادة للطائرات وتضم رشاشات دوشكا، ومدافع زيد بي يو -2 وزيد يو-23 وأس-60 وهناك امكانية لنظام دفاع جوي متحرك من نوع أس إي-16.
وتعترف الحركة – بحسب جيفري وايت، المحلل العسكري الأمريكي – بأن أغلب تسليحها يتأتي من الدعم الخارجي أو الشراء المباشر أو الغنائم من جيش نظام الرئيس السوري بشار الأسد بدرجة أقل.
أما جبهة ثوار سوريا، فهي حركة عسكرية توصف بأنها إسلامية معتدلة، برز اسمها في مناوشات عدة بينها وبين جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة، وبينها وبين الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش).