نبأ نت – تتوالى الخيبات التي تعيشها الإمارات بسبب الحد من تمدد سياساتها في القارة الأفريقية، خاصة مع فقدانها لبسط النفوذ على موانئ البحر الأحمر، وخسارتها لعقود تشغيل موانئ “دوراليه” في جيبوتي، حيث يرجح أن تستمر الخسارة الإماراتية في محاولات التمدد بالقارة السمراء.
سجلت الإمارات في كل من جيبوتي والسودان والصومال وليبيا خسائر في بسط النفوذ السياسي من البوابة الاقتصادية، بحسب ما أظهر مسح للفترة ما بين نوفمبر / تشرين الثاني 2017 وسبتمبر / أيلول 2018.
وجّهت جيبوتي ضربة قوية للوجود الإماراتي في القرن الأفريقي، بعد أن أممت ثلثي محطة دوراليه للحاويات، وهي نسبة تمثل حصة ميناء جيبوتي فيها، مع تصاعد النزاع مع “شركة موانئ دبي العالمية”. وجاء قرار التأميم بعد 5 أيام من إعلان الشركة عن إصدار محكمة لندن للتحكيم الدولي أمراً قضائياً يمنع شركة “بورت جيبوتي أس إيه”، المسؤولة عن إدارة “ميناء دوراليه” للحاويات، من إلغاء الاتفاقية مع الشركة الإماراتية.
وبذلك، تلقت الشركة الإماراتية صفعة أخرى من الصومال بعد أن صوّت البرلمان في مارس / آذار 2018 على حظر عمل الشركة في البلاد، مما يشكّل تهديداً لمصالحها في ميناء بربرة، وقد عقدت أبو ظبي اتفاقاً مع “جمهورية أرض الصومال” غير المعترف بها دولياً لبناء قاعدة بربرة العسكرية من دون موافقة الدولة الاتحادية، إذ كانت أبوظبي تقدّم دعماً عسكرياً وأمنياً كبيراً للصومال على مدار سنوات طويلة.
وفي حين سجل في السودان خسارة لمعركة الإمارات الباردة في شهر نوفمبر / تشرين الثاني 2017 للسيطرة على “ميناء بورتسودان” من قبل شركة “موانئ دبي”، وبرغم المحاولات التي باءت بالفشل، فإن خسارة أبو ظبي في ليبيا مختلفة تماماً، إذ يرى مراقبون أن الأزمة الليبية تدخل منعطفاً جديداً ومفاجئاً بعد توقّعات بغياب اللواء المتقاعد خليفة حفتر عن المشهد بسبب أزمة صحية ألمّت به، حيث من المرجح أن تخسر الامارات ذراعها في ليبيا وبالتالي تخسر تأثيراتها.