بعد مضي ثلاثة أعوام، لا يزال مشهد الاعتداء على “الحسينية الحيدرية” في سيهات، في القطيف، حاضر في الأذهان. يستذكر الأهالي شهداء الهجوم الإرهابي الذي لم يمنعهم من ممارسة شعائرهم الدينية.
سناء ابراهيم
يستذكر أهالي المنطقة الشرقية في السعودية حادثة الهجوم الإرهابي على “الحسينية الحيدرية” في “حي الكوثر” في مدينة سيهات في منطقة القطيف، الذي وقع في ثاني أيام شهر محرم الحرام من عام 1437 للهجرة.
سقط 5 شهداء و9 جرحى ضحية رصاصات غادرة من أيدي إرهابي “داعشي” فتح النار من سلاح رشاش على جمع من الأهالي أثناء توافدهم إلى الحسينية لإحياء الليلة الثالثة من ذكرى عاشوراء الامام الحسين (ع)، حيث قام الإرهابي بإطلاق النار على البوابة الرئيسة للحسينية، فأغلقها عدد من المتطوعين، فعمد الإرهابي الذي يدعى شجاع الدوسري، لإطلاق النار بشكل عشوائي على النساء والمارة وفي الأحياء السكنية، وبعد تبادل النيران مع دورية أمنية رفض الإرهابي تسليم نفسه وقتل في موقع الحادثة.
بثينة العباد، وأيمن العجمي، وعبدالستار البوصالح، وعبدالله الجاسم، والفتى علي السليم، هم الشهداء الخمسة الذين كانوا قضوا فداءً لجموع غفيرة من المعزين من أهالي سيهات لذكرى عاشوراء في أيامها الأولى.
وبعد مضي ثلاثة أيام على الهجوم، سلمت وزارة الصحة جثامين الشهداء إلى ذويهم لمواراتهم الثرى، وشارك آلاف المعزين بتشييعهم في المراسم التي انطلقت من “ساحة الوفاء” في سيهات، حيث شيع كل من الشهداء بثينة العباد، وأيمن العجمي، وعبدالستار البوصالح، وعبدالله الجاسم، فيما شيع الشهيد علي السليم في مدينة المبرز في الأحساء، الواقعة أيضاً في المنطقة الشرقية، بعد أن فضلت أسرته تشييعه ودفنه في مسقط رأس الأسرة.
لم يكن الهجوم الإرهابي على “الحسينية الحيدرية” الأول من نوعه، بل كان امتداداً لمشهدية اعتداءات إرهابية متكررة عاشتها المنطقة بشكل متواصل على المساجد والحسينيات، وتفرض قيوداً متتالية تضاف إلى ما تعانيه المنطقة حتى اليوم من تهميش وانتهاكات وحرمان من الحقوق المكفولة في المواثيق الدولية والشرعية.