برغم كل القمع والظهور العسكري للقوات الأمنية السعودية في القطيف ومحيطها، خرج أهالي المنطقة الشرقية في الموكب العاشورائي الموحد في “شارع الثورة”، مرددين شعار “هيهات منا الذلة”.
تقرير: محسن العلوي
لم يمتثل أهالي القطيف لتهديد القوات الامنية السعودية.. ترهيب وتهديد لمنع الخروج في الموكب العاشورائي السنوي الموحد في شارع الثورة في القطيف. فبرغم الحضور الكثيف للقوات السعودية خرج المعزون بصدور عارية، مرددين شعار الإمام الحسين (ع) “هيهات منا الذلة”.
واقترب رجال الأمن المنتشرين في الشارع بشكل كثيف في المكان، من المعزين، والتقطوا صوراً للمشاركين عن قرب، غير أن الشعار صرخ في وجههم، “لو قطعوا أيدينا واليدين نأتيك زحفا سيدي يا حسين.”.
يأتي ذلك في ظل استدعاء السلطات الامنية أبرز رواديد المنطقة واحتجزاهم لساعات عدة واجبارهم بعد التحقيق معهم على التعهد بعدم المشاركة في مواكب العزاء. كذلك أكدت مصادر خاصة لقناة “نبأ” أن الاستدعاء طال أيضا النشطاء الذين نشروا إعلانات الموكب الموحد.
القمع السلطوي المعهود لم ينفصل أيضاً عن الاعتداء على المضائف، وتدمير الحسينيات بهدف منع إقامة الشعائر الدينية كل عام. ففي أواخر شهر ذي الحجة ومع بدء الاستعدادات لإحياء مراسم عاشوراء أقدمت قوات الأمن على الاعتداء على المضائف الحسينية في بلدة القديح عامدة إلى تكسيرها وتخريبها ليعيد الأهالي بنائها في اليوم التالي.
كذلك، لم تسلم المادة الإعلامية والأعلام والتسجيلات الحسينية من بطش القوات الامنية وحقدها. اذ أقدمت في وقت سابق على تكسير وتخريب المكان المخصص لبيع الكتب الدينية والتسجيلات الحسينية في الباحة المخصصة للمبيعات الحسينية في “شارع الثورة” في القطيف.
وفي اليوم الثالث من محرم، استدعت السلطات القائم على “حسينية العباس” في “حي المدني” في القطيف وأبلغته بإزالة المضيف والرايات الحسينية والتوقيع على تعهد بعدم الاستمرار في توزيع الأغذية وإظهار صوت المكبرات الصوتية.
هكذا تجد السلطات السعودية نفسها مستفَزة من مشهد إحياء الثورة الحسينية. ثورة تتجدد في أهالي المنطقة الشرقية الذين يجددون كما في كل عام إحياء ذكرى مظلومية الإمام الحسين مجددين ولائهم للقضية الحسينية ومؤكدين رفضهم مبايعة الظالمين.