السعودية / نبأ – قال وزير الخارجية سعود الفيصل أن “ممارسات النظام السوري لم تقتصر على فتح أراضيه للقوات الأجنبية لقمع شعبه وقتله وتشريده، بل أسهم وبشكل كبير في جعل الأراضي السورية وكراً للإرهاب الذي وجد ملاذا آمناً فيها، وأصبح يهدد المنطقة والعالم تحت سمع هذا النظام وبصره”.
وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير في جدة اليوم، “نحن متفقون على ضرورة تكثيف الجهود الدولية والعمل على تسريعها لحل هذه الأزمة وعلى أساس مبدأ تشكيل هيئة انتقالية للحكم في سوريا، وفق ما نص عليه إعلان (جنيف1) ، كما أننا متفقون على أن بشار الأسد لا يمكن الوثوق به، وأنه لا يمكن أن يكون جزءاً من الحل باعتباره فاقداً للشرعية”.
وكانت السعودية السبّاقة في دعم الجماعات المسلحة في سوريا طول مدّة النزاع، ومنذ بداية، بشكل علني على لسان مسؤوليها، حيث قال السفير السعودي في بريطانيا في ديسمبر 2013 في مقال بصحيفة “نيويورك تايمز” موجه الى “اصدقائه الغربيين”، أنّ المملكة سوف “تتحرك بمفردها” وستواصل مد المجموعات المسلحة في سوريا بالمال والسلاح في ظل “عدم تحرّك” الغرب.
ولم تسلم المملكة من الإتهامات المتواصلة ضدها بدعم داعش ومختلف الجماعات الإرهابية عبر المال والسلاح وتسخير الدّعاة لتجنيد الشباب السعودي والمسلم للإنسياق إلى هذه الجماعات تحت مسميات الجهاد، هذا بالإضافة إلى إستمرار الدعم السعودي لهؤلاء المتطرفين، بعد فشل استراتيجية وضعها رئيس المخابرات السعودي السابق بندر بن سلطان، الذي أقيل بسبب فشله في التعامل مع منهج إدارة أوباما الحذر بشأن دعم “بعض المتطرفين” المسلحين في سوريا الذين يشكلون خطراً على أمن مصالحها في المنطقة وأمن إسرائيل.
وبعد تضارب المصالح مع الولايات المتحدة، وإرتداد الخطر الداعشي إلى السعودية، قرر العاهل السعودي اعفاء نائب وزير الدفاع الامير خالد بن بندر من منصبه، وتعهد خلال محادثات مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بمحاربة المتشددين المسلحين بشكل أفضل.
ببساطة، قرّرت السعودية التخلّي عن دعم مجموعات “داعش” و”النصرة”، في الحدّ الأدنى إعلامياً. الخطر بات يهدّد وجودها وكيانها ونظامها ولا حلّ إلّا بالتبرؤ من هذه الموجة التكفيرية خلال اجتماع يُدعى اليه عدد من الدول الحليفة. من بوابة الأزمة السورية، اختارت المملكة أن تطلق حملتها المناهضة لـ”داعش” بموازاة حملة أخرى يشنّها عدد من مشايخها ومفتيها من أجل نفي أي علاقة بالتنظيمات الارهابية، خلافاً لكلّ التجييش الذي مارسته في اللقاءات والمؤتمرات التي عقدتها في الفترة السابقة لإمداد المقاتلين في سوريا.